للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[التقليد الأعمى]

قال الله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ} [المائدة: ١٠٤].

١ - يخبرنا الله عن حال المشركين، حينما قال لهم الرسول - صلى الله عليه وسلم -: تعالوا إِلى القرآن وتوحيد الله ودعائه وحده، فقالوا يكفينا عقيدة الآباء، فرد عليهم القرآن قائلًا: إِن آباءكم جهال لا يعلمون شيئًا، ولم يهتدوا إِلى طريق الحق.

٢ - إِن كثيرًا من المسلمين وقعوا في هذا التقليد الأعمى، فقد سمعت أحد الدعاة يخطب في محاضرة قائلًا: هل كان آباؤكم يعلمون أن الله له يد؟ يحتج بآبائه على الإِنكار! مع أن القرآن أثبت ذلك في قوله -تعالى- عن خلق آدم: {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: ٧٥]

ولا تشبه يدُ مخلوتاته يدَه. لقول الله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: ١١]

٣ - وهناك نوع أخر من التقليد الضار، هو تقليد الكفار في الفجور والسفور واللباس الضيةه، وليتنا قلدناهم في الخترعات النافعة كصنع الطائرات وغيرها مما يفيدنا.

٤ - كثير من الناس تقول له: قال الله، قال رسوله، فيقول قال الشيخ!! ألم يسمعوا قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [الحجرات: ١] (أى لا تقدموا قول أحد على قول الله ورسوله)

وقال ابن عباس: يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء. أقول لكم: قال رسول الله، وتقولون: قال أبو بكر وعمر!!

وقال الشاعر ينكر على المحتجين بكلام شيوخهم:

أقول لك قال الله، قال رسوله ... فتجيب شيخي إِنه قد قال

<<  <  ج: ص:  >  >>