القاتل فيم قَتل، ولا المقتول فيم قُتل؟ فقيل: كيف يكون ذلك؟ قال: الهَرجُ القاتل والمقتول في النار". (رواه مسلم)
[الَهرج: القتل]
[كيف يخرج المسلمون من الفتن؟]
اذا أراد المسلمون الخلاص من الفتن على اختلافها، فعليهم أن يرجعوا الى كتاب ربهم، ويعملوا به، ويطبقوا حدوده، ويحكموا به، كما فعل أسلافهم، وقد رُوي حديث مرفوع وموقوف على علي -رضي الله عنه-، وفي سنده ضعف، إلا أن معناه صحيح، وهو قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -:
"ألا إنها ستكون فتن، قلتُ وما المخرج منها؟ قال: كتاب الله، كتاب الله، فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحُكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، هو الذي مَن تركه مِن جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهُدى بغيره أضله الله، فهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسن، ولا يشبع منه العلماء، ولا يَخلَق عن كثرة الرَّد، ولا تنقضي عجائبه، وهو الذي لم بنته الجن إذ سمعته أن قالوا:
{إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا}(سوره الجن ١)
هو الذي من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به أُجر، ومن دعا إليه هُدي الى صراط مستقيم".
أقول: هذا هو الدواء الناجع الذي وصفه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للخلاص من الفتن، فما على العرب والمسلمين إلا أن يأخذوا هذا الدواء المفيد والمجرب، ليتخلصوا من هذه الفتن التي يعيشون فيها، وأورثت العداوة والبغضاء بينهم، وطمع العدو فيهم ولا عز للعرب والمسلمين إلا بالرجوع إلى الإسلام الذي فيه عزهم ونصرهم، وقد قال الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كلمة خالدة تكتب وترفع على الرؤوس للعمل بها، وهي قوله:(إننا قوم أعزنا الله بالإسلام، فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله). (صححه الحاكم ووافقه الذهبي)
فهذا الذل والهوان الذي أصاب المسلمين هو محاولتهم طلب العزة من غير الإسلام كالإشتراكية، والرأسمالية، والقومية العربية، والعلمانية، وغيرها من المبادىء الهدامة