أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة {الم} السجدة و {هل أتى على الإِنسان}. [متفق عليه]
وقال مجاهد:{الم}{حم}{المص}{ص}:
فواتح افتتح الله بها القرآن (أي أسماء سوره).
٣ - وقال آخرون: إنما ذكرت هذه الحروف في أوائل السور بياناً لإِعجاز القرآن، وأن الخلق عاجزون عن معارضته بمثله، هذا مع أنه مركب من هذه الحروف المقطعة التي يتخاطبون بها.
وحكى هذا القول جمع من المحققين منهم: الرازي، والقرطبي، وإليه ذهب شيخ الإِسلام ابن تيمية، والحافظ المزي.
قال الزمخشري: ولم ترد كلها مجموعة في أول القرآن؛ وإنما كررت ليكون أبلغ في التحدي والتبكيت، كما كررت قصص كثيرة، وكرر التحدي بالصريح في أماكن، وجاء منها على حرف واحد كقوله:{ص}{ن}{ق} وحرفين
مثل:{حم}، وثلاثة مثل:{الم}، وأربعة مثل:{المر}{المص}، وخمسة مثل:{كهيعص}{حم عسق} لأن أساليبهم على هذا من الكلمات ما هو على حرف، وعلى حرفين، وعلى ثلاثة، وعلى أربعة، وعلى خمسة، لا أكثر من ذلك. [انظر تفسير ابن كثير ج ١/ ٣٦]
قال ابن كثير: ولهذا كل سورة افتتحت بالحروف، فلابد أن يذكر فيها الإنتصار