إذا أردت أن تنصح إنساناً وتدعوه إلى الهُدى، فسرعان ما يقول لك بعضهم: دعه فإنك لا تهدي من أحببت!
ولو عرف هذا المعترض معنى هذه الآية، ومعنى الهداية في الآية، وسبب نزولها، لم يقل هذا الكلام.
١ - ذكر العلامة القاسمي في تفسير هذه الآية ما نصه:
{إنك لا تهدي من أحببت} أي لا تقدر أن تُدخل في الإسلام كل من أحببت أن يدخل فيه من قومك وغيرهم، {ولكن الله يهدي من يشاء}:
أي أن يهديه فيدخله في الإسلام بعنايته.
{وهو أعلم بالمهتدين} أي: القابلين للهداية لاطلاعه على استعدادهم، وكونهم غير مطبوع على قلوبهم. [محاسن التأويل ١٣/ ١١٥]
٢ - أما سبب نزولها فقد ذكر الحافظ ابن كثير في تفسيره ما نصه:
وقد ثبت في الصحيحين أنها نزلت في أبي طالب عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد كان يحوطه وينصره ويقوم في صفه ويحبه حباً شديداً طبعياً لا شرعياً، فلما حضرته الوفاة وحان أجله دعاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الإِيمان والدخول في الإِسلام، فسبق القدر فيه، واختطفه من يده، فاستمر على ما كان عليه من الكفر ولله الحكمة البالغة.
[٣/ ٣٩٤]
٣ - وذكر سبب النزول الإمام مسلم في كتاب الإِيمان:
باب الدليل على صحة إسلام من حضره الموت، ما لم يشرع في النزع، وهو
الغرغرة، ونسخ جواز الاستغفار للمشركين، والدليل على أن من مات على الشرك فهو في أصحاب الجحيم، ولا ينقذه من ذلك شيء من الوسائل