للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَد شُبَه المدخنين

١ - يزعم بعض المدخنين أنه صاحب الدخان سنين طويلة، ولا يترك صحبته.

أقول لهؤلاء: لو سرق صاحبك منك ليرة واحدة لهجرته وحذرت منه فما بالك بالدخان الذي يسرق منك كل يوَم عدة ليرات ليَضُرَّ جسمَك، ويؤذي جيرانك، وقد يحرقك في الدنيا والآخرة، فبئس هذا الصاحب، وبئس القرين.

٢ - قد يقول قائل: إِن الدخان لم يكن موجودًا في زمن الرسول - صلى الله عليه وسلم - حتى يحرمه نقول لهم: إِن الإِسلام يحرم كل ضار بالجسم أو الجار أو المال، فكيف بالدخان الذي يجمع كل هذه الأضرار الثلاث؟ وقد تقدم الكلام على تحريمه بالتفصيل.

٣ - يزعم البعض أن بعض المدخنين عاشوا طويلًا ولم يضرهم. نقول لهم: إِذا لم يعمر الدخان أجسامهم فقد أضر بمالهم وأخلاقهم وجيرانهم، وقد لا يظهر ضرره إِلا بعد حين، ويكفي نتن رائحة فم المدخن وسواد أسنانه، وإفساده للهواء الذي منحه الله صافيًا للناس.

والذين لا يظهر عليهم أضرار الدخان قليلون، والأكثرية يتضررون به، وللأكثر

حكم الكل، مع أن الطب الحديث أعلن ضرره لكل الناس، كل حسب جسمه، وشربه.

٤ - يدعي بعض المدخنين أنهم لا يستطيعون ترك الدخان.

نقول لهؤلاء: إِن الإِنسان يستطيع الإمتناع عن الطعام والشراب أيامًا، فكيف لا يستطيع الامتناع عن الدخان، وهو لا يُسمِن ولا يُغني من جوع، وهل يرضون أن يكونوا عبيدًا لدخانهم وشهواتهم حتى يُقضى عليهما فيموتوا، كما قال الشاعر:

صاحب الشهوة عبد فإِذا ... ملك الشهوة أضحى ملِكًا

<<  <  ج: ص:  >  >>