للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعتبرها الإِسلام من الشرك الأكبر التي يُخلَّد صاحبها في النار، فكان الواجب عليه أن يحذر منها، لأن الرسل جميعًا حذروا منها، والقرآن الكريم يهتم بالتوحيد، ويحذر من الشرك المنتشر الآن، ولا سيما الدعاء الذي قال فيه الرسول - صلى الله عليه وسلم -:

(الدعاء هو العبادة). "رواه الترمذي وقال حسن صحيح"

وقال الله تعالى:

{وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ}. [الظالمين: المشركين]. "سورة يونس: ١٠٦"

٣ - ثم يقول "سيد قطب" في كتابه "معالم في الطريق":

ولكنها (أي المجتمعات الإِسلامية) تدخل في هذا الِإطار (أي المجتمع الجاهلي) لأنها تدين بحاكمية غير الله ... والله تعالى يقول:

{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}. "المائدة آية٤٤"

أقول: ليت قائل هذا الكلام الذي فيه تكفير للمجتمعات الإِسلامية رجع إلى تفسير ابن كثير عند تفسير هذه الآية حيث فصَّل وأجاد وأفاد حين قال:

أ - قال السدي: ومن لم يحكم بما أنزل الله فتركه عمدًا، أو جار وهو يعلم فهو من الكافرين.

وقال ابن عباس: مَن جحد ما أنزل الله فقد كفر، ومن أقر به فهو ظالم فاسق رواه ابن جرير، ثم اختار أن الآية المراد بها أهل الكتاب، أو مَن جَحد حُكمَ المنزل في الكتاب.

ب - قال ابن طاووس: وليس كمَن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله.

جـ- وقال الثوري عن عطاء أنه قال: كفر دون كفر، وظلم دون ظلم، وفسق دون فسق. "رواه ابن جرير"

د - وقال وكيع: (ومَن لم يحكم بما أنزل الله) الآية: قال: ليس بكفر ينقل عن المِلة.

هـ - وقال طاووس عن ابن عباس في قوله تعالى:

{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}. "سوره المائدة"

قال: ليس بالكفر الذي تذهبون إليه. "ابن كثير ج ٢/ ٦١"

أقول: من هذه الأقوال عن الصحابة والتابعين يتبين خطأ تفسير سيد قطب للآية وتكفيره للمجتمع الإِسلامي، وهذه بادرة خطيرة انتشرت بين بعض الجماعات الإِسلامية مع الأسف الشديد، أسأل الله لنا ولهم الهداية.

<<  <  ج: ص:  >  >>