مجلسًا يتعرض لدخول النار، وأن الصحابة -رضي الله عنهم - يُحبون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حبًا شديدًا، ومع ذلك كانوا إِذا رأوا الرسول - صلى الله عليه وسلم - داخلًا عليهم لم يقوموا له، لما يعلمون من كراهية الرسول - صلى الله عليه وسلم - للقيام له.
٢ - اعتاد الناس أن يقوموا لبعضهم، وخاصة إِذا دخل الشيخ لإعطاء الدرس، أو لزيارة مكان من الأمكنة، وكذا المدرس إِذا دخل على الطلاب فسرعان ما يقف الطلاب احترامًا له، والذي يمتنع عن القيام يُلام ويُوبخ على سوء أدبه، وعدم احترامه لأستاذه.
إِن سكوت الشيخ أو المعلم على القيام له، أو لوم الطالب المتخلف عن القيام يدلُّ على با الشيخ والمدرس القيام، ويُعرضان نفسيهما لدخول النار؛ ولو كانا لا يحبان القيام لهما، أو يكرهانه، لأعلم كلُّ منهما طلابه، وطلب منهم عدم القيام بعد ذلك، وشرح لهم الأحاديث الناهية عن القيام.
إن تكرار القيام للعالم أو الداخل يولد في نفس كل منهما حب القيام، بحيث إِذا لم يقم أحد له شعر بانزعاج، كان هؤلاء القائمين كانوا عونًا للشيطان في حب القيام للقادم، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "ولا تكونوا عون الشيطان على أخيكم"[رواه البخاري]
٣ - كثير من الناس يقولون: نحن نقوم للمدرس، أو الشيخ احترامًا لعلمه فنقول لهم: هل تَشُكُّون في علم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأدب صحابته معه، ومع ذلك لم يقوموا له، والإِسلام لا يعتبر الاحترام بالقيام، بل يكون بالطاعة وامتثال الأمر، وإلقاء السلام والمصافحة، ولا عبرة بقول الشاعر شوقي:
قُم للمُلم وفِّه التبجيلا:
لمخالفته قول رسول الله المعصوم - صلى الله عليه وسلم - الذي كره القيام، وهدَّد من أحبه بدخول النار.
٤ - كثيرًا ما نكون في مجلس، فيدخل الغني، فيقوم له الناس، ويدخل الفقير فلا يقوم له أحد، فيجد في نفسه حِقدًا على الغني والجالسين لهذه المعاملة، وتكون الشحناء بين المسلمين التي نَهَى الإسلام عنها وكان سببها القيام؛ وقد يكون هذا الفقير