للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرابعة: الاستشهاد في ساحة القتال.

قال الله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (١٦٩) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (١٧٠) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ}. [آل عمران: ١٦٩ - ١٧١]

وفي ذلك أحاديث عن الرسول - صلى الله عليه وسلم -:

١ - "للشهيد عند الله ست خصال: يُغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويُجار من عذاب القبر، ويأمن الفزع الأكبر، ويُحلَّى حلية الإِيمان، ويُزوَّج من الحور العين، ويُشفَّع في سبعين إنسانًا من أقاربه".

[أخرجه الترمذي وصححه، وابن ماجه وأحمد وإسناده صحيح]

٢ - عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -.

"أن رجلاً قال: يا رسول الله ما بال المؤمنين يُفتنون في قبورهم إلا الشهيد؟ قال: "كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة". [رواه النسائي وسنده صحيح]

(تنبيه): ترجى هذه الشهادة لمن سألها نحلصًا من قلبه ولو لم يتيسر له الاستشهاد في المعركة، بدليل قوله صلى الله عليه وسلم:

"من سأل الله الشهادة بصدق، بلّغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه".

[أخرجه مسلم]

الخامسة: الموت غازيًا في سبيل الله. وفيه حديثان:

١ - "ما تعدُّون الشهيد فيكم؟ قالوا: يا رسول الله مَن قُتل في سبيل الله فهو

شهيد، قال: إن شهداء أُمتي إذا لقليل، قالوا: فمن هم يا رسول الله؟

قال: مَن قُتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في الطاعون فهو شهيد، ومن مات في البطن (١) فهو شهيد، والغريق شهد". [أخرجه مسلم وأحمد عن أبي هريرة]

٢ - "مَن فصَل (أي خرج) في سبيل الله فات أو قتل فهو شهيد، أو وقصه فرسه أو بعيره، أو لدغته هامّة، أو مات على فراشه بأي حتف شاء الله فإنه شهد وإن الجنة". [حسن أخرجه أبو داود]


(١) أي بداء البطن وهو الاستسقاء وانتفاخ البطن وقيل هو الإِسهال وقيل الذي يشتكي بطنه

<<  <  ج: ص:  >  >>