للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ينفع فقال: (اللهم إني أعوذ بك مِن عِلم لا ينفع). "رواه مسلم"

[أي لا أعمل به، ولا أُبلِّغه غيري ولا يبدل مِن أخلاقي السيئة].

وفي الحديث: (اقرأوا القرآن واعملوا به ولا تأكلوا به). "صحيح. أخرجه أحمد وغيره"

٢ - كنت أُصلي في مسجد قريب من داري، وكان إمامه يعرفني، ووجد مني الدعوة إلى توحيد الله وعدم دعاء غيره، فأعطاني كتابًا اسمه "الكافي في الرد على الوهابي" وأظن أنه "لزيني دحلان" الذي كان مفتيًا في مكة قبل الحكم السعودي، وإذ به يقول فيه: إن هناك رجالًا يقولون للشيء كن فيكون! فعجبت مِن هذا القول الكاذب؛ لأن هذا مِن صفاتِ الله وحده، والبشر عاجزون عن خلق الذباب، بل عاجزون أن يستردوا ما أخذه الذباب من طعامهم، وقد ضرب الله تعالى مثلًا للناس يُبين ضعف المخلوقات فقال:

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ}. [الحج: ٧٣]

فحملت الكتاب إلى صاحبه وقد حفظ القرآن معي في دار الحفاظ وقلت له: هذا الشيخ يدعي أن رجالًا يقولون للشيء كن فيكون؟ فهل هذا صحيح؟ فقال لي نعم، وهذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "كن ثعلبة" فكان ثعلبة! قلت له: هل كان ثعلبة معدومًا فأوجده الرسول من العدم، أم كان غائبًا، وكان بانتظاره وقد تأخر، ولما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شبحًا من بعيد تفاءل وقال: "كن ثعلبة" كأنه يقول أدعو الله أن يكون القادم هو ثعلبة، حتى يسير الجيش ولا يتأخر، فاستجاب الله دعاءه، وكان القادم

ثعلبة، فسكت الرجل، وعرف بطلان كلام الشيخ المؤلف، والكتاب مازال موجودًا عند صاحبه.

<<  <  ج: ص:  >  >>