عداس للرسول - صلى الله عليه وسلم -.
لقد استغربت هذا الكلام: كيف يرضى الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يسجد له (عداس) والسجود لا يجوز إلا لله.
وهذه القصة غير صحيحة، والصحيح: أن (عداس) أكبَّ على قدمي الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقبلهما، وهذا التقبيل يختلف عن السجود تمامًا، فالكتاب (حياة الصحابة) يحتاج إلى تحقيق لمعرفة الصحيح من الضعيف والموضوع، وقد نصحت الأخ (محمد علي دولة) وطلبت منه أن يحقق الكتاب لأنه هو الذي تولى طبعه ونشره، فقال لي: الكتاب كله في الفضائل، وليس فيه أحكام، قلت له: هذا غير صحيح، وأتيت له بحديث أورده مؤلف (حياة الصحابة) وهو:
(أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم).
قال عنه المحدثون: إنه موضوع، فسكت الأخ "محمد علي دولة".
وقد التقيت بالشيخ نايف العباسي -رحمه الله- تعالى في دمشق وقلت له: لقد قرأت في كتاب "حياة الصحابة" الذي حققته ما يلي:
لما رجع الرسول - صلى الله عليه وسلم - من الطائف، وقد دعاهم للإِسلام، فردوا عليه دعوته، وآذوه، فجلس يقول:
(اللهم أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، إلى مَن
تكِلُني؟ إلى عَدُو يتجهمني، أم إلى قريب ملَّكته أمري، إن لم يكن بك غضب عليَّ فلا أبالي. . إلى آخر الدعاء). "ضعفه الألباني"
كيف يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - معاتبًا ربه: إلى من تكلني؟! [أي تتركني]
والله تعالى يقول له: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى}. [الضحى: ٣]
[أي ما تركك ربك وما أبغضك]. "انظر تفسير ابن كثير"
فقال لي الشيخ نايف العباسي: والله كلامك صحيح، رسول الله لا يقول هذا
الكلام، ولكني حققت الكتاب من الناحية التاريخية واللغوية، وهذا الكتاب يحتاج إلى مثل الشيخ ناصر الدين الألباني ليخرِّج أحاديثه. قلت له: إن الشيخ ناصر حفظه الله ضعَّف الحديث، وقال: في متنه نكارة، ولعله يشير إلى قوله:
(إلى مَن تكلني؟) التي تخالف القرآن والواقع.
٥ - حضرت اجتماعًا لهم خطب فيه أميرهم (سعيد الأحمد) فقال: