للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ب - وأما قول المؤلف: (ليُخرج الإنسانية من الظلمات إلى النور). . .

فليته رجع إلى تفسير ابن كثير حيث قال فيها:

{لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلى النُّورِ}. [إبراهيم: ١]

أي إنما بعثناك يا محمد بهذا الكتاب لتخرج الناس مما هم فيه مِن الضلال والغي إلى الهدي والرشد، قال الله تعالى:

{هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلى النُّورِ}. [الحديد: ٩]

فالآيات صريحة بأنه أخرج الناس مِن الظلمات إلى النور بالقرآن المنزل عليه.

ج - وأما قول المؤلف: (ويشفي قلوبها وأبصارها من الأسقام الحسية والمعنوية معًا) ويقصد النبي - صلى الله عليه وسلم -!

فلم يأت بدليل صريح على ذلك، علمًا بأن الشافي للأمراض هو الله وحده:

قال تعالى على لسان إبراهيم -عليه السلام-: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} [الشعراء: ٨٠]

أكَّد بالضمير المنفصل، ليؤكد على أن الشافي هو الله وحده وقال الرسول - صلى الله عليه وسلم -:

(اللهم رَبَّ الناس أذهب الباسَ اشفِ أنت الشافي، لا شِفاءَ إلا شفاؤك شِفاءً لا يُغادِرُ سَقَما) "أخرجه البخاري"

وقصة الغلام والأعمى التي وردت في الحديث تدل على أن الشافي هو الله وحده: فورد فيها أن الأعمى أتى الغلام بهدايا كثيرة وقال له سأهبها لك أجمع إن أنت شفيتني، فقال: إني لا أشفي أحدًا، إنما يشفي الله فإن أنت آمنت بالله دعوتُ الله فشفاك.

(فآمن بالله فدعا له فشفاه الله). "القصة رواها مسلم ٤/ ٣٠٠٥"

فالآية السابقة والأحاديث المتقدمة تدل على أن الشافي هو الله وحده، ولم يذكر المؤلف (أحمد محمد جمال) مثالًا واحدًا على أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - وصف نفسه بأنه (يشفي) كما زعم، وهذا أمر خطير جدًا، لقوله - صلى الله عليه وسلم -:

(مَن قال عليَّ ما لم أقل، فليتبوَّأ مقعده من النار). "حسن رواه أحمد"

وقد سألت سماحة الشيخ ابن باز مفتي السعودية عن كلام (أحمد محمد جمال) فقال: إنه شرك.

<<  <  ج: ص:  >  >>