راحتهم، مما أطلق الألسنة والأقلام بالثناء عليهم وعلى حكومتهم، وكذلك من يفدون إلى المملكة للعمل فيها يشهد أكثرهم بذلك.
ثانيًا: وأما قوله: "حتى إن أكثر الناس لينفرون منهم أشد النفور" فهو من أعظم الكذب وخلاف الواقع؛ فإن الدعوة التي قاموا بها في عهد الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- إلى هذا العهد -وهي الدعوة إلى الإِسلام، وإخلاص التوحيد، والنهي عن الشرك والبدع والخرافات- قد لاقت قبولًا في أرجاء العالم، وانتشرت انتشارًا واسعًا في كثير من الأقطار، وما هو على صعيد الواقع الآن أكبر شاهد وأعظم دليل على ما ذكرنا.
ويتمثَّل ذلك فيما تبذله الحكومة السعودية التي هي حكومة الدعوة -أدام الله بقاءها وسدَّد خطاها- بتوجيه من علمائها ورغبة من حكامها بفتح الجامعات الإِسلامية التي تخرج الأفواج الكثيرة من أبناء العالم الإِسلامي على حسابها.
ويتمثَّل ذلك أيضًا في إرسال الدعاة إلى الله في مختلف أرجاء العالم، وفي توزيع الكتب المفيدة، وبذل المعونات السخية للمؤسسات الإِسلامية، ومد يد العون للمعوزين في العالم الإِسلامي، وإقامة المؤتمرات والندوات، وبناء المساجد والمراكز الإِسلامية؛ لتبصير المسلمين بدينهم، مما كان له أعظم الأثر والقبول الحسن - والحمد لله -.
وهذا واقع مشاهد، وهو يبطل قول ذلك الحاقد:
"إن أكثر الناس لينفرون منهم أشد النفور".
لكن كما قال الشاعر:
لي حِيْلَةٌ فيمَن يَنُـ ... ـمُّ ومالي في الكَذَّاب حِيلَهْ
الوجه العاشر: قوله: "وإنه يُلاحظ أن علماء الوهابيين يفرضون في آرائهم الصواب الذي لا يقبل الخطأ، وفي رأي غيرهم الخطأ الذي لا يقبل التصويب".
والجواب عنه أن نقول: هذا من جنس ما قبله من التهجُّم الكاذب الذي لا حقيقة له، فهذه كتب علمائنا ومناقشاتهم لخصومهم ليس فيها شيء مما ذكره، بل فيها ما يكذِّبه به من بيان الحق وتشجيع أهله، ورد الباطل بالحجة والبرهان، ودعوة أهله إلى الرجوع إلى الحق بالحكمة والموعظة الحسنة، ولم يدَّعوا لأنفسهم العصمة من الخطأ، ويرفضوا ما عند غيرهم من الصواب؛ كما وصمهم بذلك.
وهذا إمامهم وكبيرهم الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- يقول في إحدى رسائله التي