وهل يجوز أن أترك الولد يبول في الشارع أمام الناس، قلت له: لا، فقال المعلم: وماذا تريد أن تفعل غير ذلك؟! قلت له: أترك الطفل حتى ينتهي من بوله، ثم أدعوه إليَّ، وأتعرف عليه، ثم أقول له: يا بُنَي إن هذه الشوارع طريق للمارة، لا يجوز فيها البول، وقريبًا منك مكان (دورة مياه) فاحذر أن تعود لمثل هذا فأنت ولد مهذب، أرجو لك الهداية والتوفيق. فقال لي: هذه طريقة حكيمة ومفيدة، قلت له: هذه طريقة مربي الإِنسانية محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم -، وحدثته بقصة الأعرابي المشهورة التي تأتي الآن:
(ب) أما النصح والإرشاد مع البالغين فأكبر مثال على تأثيرها قصة الأعرابي الآتية: (عن أنس -رضي الله عنه- قال:
بينما نحن في المسجد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد).
أصحابه - صلى الله عليه وسلم -: (يصيحون به) مَهْ مَهْ (أي اترك).
الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (لا تُزْرموه دعوه (لا تقطعوا بوله).
(يترك الصحابة الأعرابي يقضي بوله ثم يدعو الرسول الأعرابي).
الرسول (للأعرابي): (إن المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول والقذر إنما هي لِذكر الله، والصلاة، وقراءة القرآن).
الرسول (لأصحابه): (إنما بُعِثتم مُيسِّرين، ولم تُبعثوا مُعَسِّرين صُبوا عليه دَلوًا مِن الماء)
الأعرابي: اللهم ارحمني ومحمدًا، ولا ترحم معنا أحدًا.
الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (لقد تحجَّرتَ واسعًا)(أي ضيقت واسعًا). "متفق عليه"
٢ - التعبيس:
يستطيع المعلم أن يعبس في وجه طلابه أحيانًا إذا رأى منهم فوضى ليحافظ على نظام الدرس وهيبته، فذلك خير من التساهل معهم أولا، حتى إذا ما اشتطوا عاقبهم.
٣ - الزجر:
كثيرًا ما يلجأ المربي إلى زجر أحد الطلاب الذين يكثرون الأسئلة لضياع الدرس، أو يستخفون بالمعلم، أو غير ذلك من الأخطاء التي يرتكبها الطالب، فإذا ما زجره وصاح به المعلم سكت وجلس بأدب، وهذه الطريقة استعملها الرسول المربي صلوات الله وسلامه عليه حين رأي رجلاً يسوق بدنَه: الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (اركبها).