أولًا: إِن كلام الشعراوي يخالف النقل وهو قول الله -تعالى- عن خلق آدم - عليه السلام- أول البشر:{إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ}[ص: ٧١]
قال ابن جرير الطبري (خلق أباكم آدم من تراب، ثم خلقكم من نطفة)[ج ٢٤/ ٨٢]
وكلام الشعراوي لِخالف الحديث وهو قول - صلى الله عليه وسلم -: "كلكم بنو آدم، وآدم خلق من تراب". [رواه البزار وصححه الألباني في صحيح الجامع ٤٤٤٤]
ثانيًا: إن الشعراوي يقول: (ومن الطبيعي أن يكون البدء بخلق الأعلى، ثم نأخذ منه الأدنى) وقد رَدَّ القرآن هذه الفلسفة حين امتنع إِبليس عن السجود لآدم {قال أنا خير منه خلقتني من نارٍ وخلقته من طينٍ}. [ص ٧٦]
قال ابن كثير:(ادعى أنه خير من آدم فإِنه مخلوق من نار، وآدم خُلق من طين، والنار خير من الطين في زعمه)[٤/ ٤٣]
وقال ابن جرير الطبري:(قال إِبليس لربه: لم أسجد لآدم لأني أشرف منه!! لأنك خلقتني من نار، وخلقتَ آدم من طين، والنار تأكل الطين وتحرقه فالنار خير منه، وأنا خير منه) انتهى.
والمعقول أن تُخلق المادة الطينية أولًا، ثم يخلق منها محمد - صلى الله عليه وسلم - بعدها، وأن المادة خُلِقت أولًا وهي الطين الذي خُلق منه آدم، ومحمد - صلى الله عليه وسلم - هو من نسل آدم وولده كما أخبر - صلى الله عليه وسلم - بذلك حين قال:"أنا سيد ولد آدم ... "[رواه مسلم]
ثالثًا: يقول الشعراوى:
(لابد أن يكون النور المحمدى هو الذى وُجد أولًا)!
هذا الكلام لا دليل عليه، بل ثبت في القرآن أن أول البشر آدم كما تقدم، ومن