١ - القسم الأول فهموا التوحيد وأهميته وأنواعه، وعرفوا الشرك وأقسامه، فقاموا بواجبهم، وبينوا للناس التوحيد والشرك-، وحجتهم القرآن الكريم والسنة الثابتة، وقد تعرض هؤلاء العلماء -كما تعرض الأنبياء- إِلى اتهامات كاذبة، فصبروا ولم يتراجعوا، وشعارهم قوله تعالى:{واصبر على ما يقولون واهجُرهم هَجرًا جميلًا}. [المزمل: ١٠]
وقديمًا أوصى لقمان الحكيم ولده قائلًا:{يا بُنيَّ أقمِ الصلاة وأمُر بالمعروف وانه عن المنكر واصبِرْ على ما أصابك إِنَّ ذلك مِن عَزْمِ الأمور}. [لقمان: ١٧]
٢ - والقسم الثاني من العلماء أهملوا الدعوة إِلى التوحيد الذي هو أساس الإِسلام، فراحوا يدعون الناس إِلى الصلاة والحكم والجهاد دون أن يصححوا عقائد المسلمين، وكأنهم لم يسمعوا قوله تعالى:{ولو أشركوا لَحبطَ عنهم ما كانوا يعملون}. [الأنعام: ٨٨]
ولو قدموا التوحيد قبل غيره كما فعلت الرسل لنجحت دعوتهم، ونصرهم الله، كما نصر الرسل والأنبياء، قال تعالى:{وعَدَ الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنهم في الأرض كما استخلف الذينَ مِن قبلِهم ولَيُمَكِّنَنَّ لهم دينَهم الذي ارتضى لهم ولَيُبَدِّلَنَّهم مِن بعد خوفهم أمْنًا يعبدونني لا يُشركون بي شيئًا ومَن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون}. [النور: ٥٥]
فالشرط الأساسي للنصر هو التوحيد، وعدم الإِشراك بالله.
٣ - والقسم الثالث من العلماء والدعاة تركوا الدعوة إِلى التوحيد، ومحاربة الشرك خوفًا من مهاجمة الناس لهم، أو خوفًا على وظائفهم ومراكزهم، فكتموا العلم الذي أمرهم الله بتبليغه للناس، وحق عليهم قوله تعالى:{إِن الذين يَكتمون ما أنزلنا من البيّنات والهدى من بعد بيّناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون}. [البقرة: ١٥٩]