للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النخل ويقلن (يا فحل الفحول أريد زوجًا قبل الحول)! ورأى في الحجاز من تقديس قبور الصحابة، وأهل البيت والرسول ما لا يسوغ إِلا لله فقد سمع في المدينة استغاثات بالرسول ودعائه من دون الله، مما يخالف القرآن وكلام الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فالقرآن يقول: {ولا تدعُ مِن دونِ الله ما لا يَنفعُك ولا يَضرك فإِنْ فعلتَ فإِنك إِذًا من الظالمين} [أي المشركين] [يونس: ١٠٦]

والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول لابن عمه عبد الله بن عباس: "إذا سألتَ فاسألِ الله، وإذا استعنت فاستعِن بالله". [رواه الترمذي وقال حسن صحيح]

قام الشيخ يدعو قومه للتوحيد ودعاء الله وحده، لأنه هو القادر والخالق، وغيره عاجز عن دفع الضر عن نفسه وغيره، وأن محبة الصالحين تكون باتباعهم لا باتخاذهم وسائط بينهم وبين الله، ودعائهم من دون الله!!

١ - وقوف المبطلين ضده: وقف المبتدعون ضد دعوة التوحيد التي تبناها الشيخ، ولا غرابة فقد وقف أعداء التوحيد في زمن الرسول وقالوا مستغربين: {أجعلَ الآلهة إِلهًا واحدًا إِن هذا لشيءٌ عُجاب}. [ص: ٥]

وبدأ أعداء الشيخ يحاربونه، ويشيعون عنه الأكاذيب، ويتآمرون على قتله، والخلاص من دعوته؛ ولكن الله حفظه، وهيَّأَ من يساعده حتى انتشرت دعوة التوحيد في الحجاز والبلاد الإِسلامية، وما زال بعض الناس إِلى يومنا هذا يشيعون الأكاذيب، ويقولون إِن إِنه ابتدع مذهبًا خامسًا، مع أن مذهبهُ حنبلي؛ ويقولون: الوهابيون لا يُحبون الرسول، ولا يُصلون عليه! مع أن الشيخ -رحمه الله- له كتاب (مختصر سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم -) وهذا دليل على حبه للرسول - صلى الله عليه وسلم -، وقد افترَوا عليه الأكاذيب التي سيحاسبون عليها يوم القيامة؛ ولو درسوا كتبه بإِنصاف لوجدوا فيها القرآن والحديث وأقوال الصحابة؛ حدثني رجل صادق أن أحد العلماء كان يُحذر في دروسه من الوهابية، فأعطاه أحد الحاضرين كتابًا بعد أن نزع اسم المؤلف

<<  <  ج: ص:  >  >>