للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأنه من سعي أبيه، قال - صلى الله عليه وسلم -: "إذا مات الإنسان انقطع عمله إِلا من ثلاث: صدقة جارية، أو عِلم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له" [رواه مسلم]

ذكر ابن كثير في تفسير قوله تعالى: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلا مَا سَعَى} [النجم: ٣٩]

فقال: (أى كما لا يُحمَل عليه وِزرُ غيره كذلك لا يحصل من الأجر إِلا ما كسب هو لنفسه، ومن هذه الآية الكريمة استنبط الإمام الشافعي -رحمه الله - أن القراءة لا يصل إهداء ثوابها للموتى، لأنه ليس مِن عملهم ولا كسبهم، ولهذا لم يندب إِليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أُمته، ولا حثُّهم عليه، ولا أرشدهم إِليه بنص ولا إِيماء، ولم يُنقل ذلك عن أحد من الصحابة، ولو كان خيرًا لسبقونا إِليه، وباب القُريِات يُقتصرَ فيه على النصوص، ولا يُتصرف فيه بأنواع الأقيسة والآراء؛ فأما الدعاء والصدقة فذلك مجمع

على وصولها ومنصوص من الشارع عليهما).

١ - لقد راجت فكرة قراءة القرآن للموتى، حتى أصبحت قراءته علامة على الموت، فما تكاد تسمع القرآن من الإِذاعات بشكل مستمر، حتى تعلم أن رئيسًا قد مات، وإذا سمعته من بيت فتعلم أن فيه عزاءً ومأتمًا، وقد سَمِعَت أمٌّ من أحد الزائرين يقرأ القرآن على ولدها المريض فصاحت: إن ابني لم يمت حتى تقرأ عليه القرآن!! ..

وسمعت امرأة سورة الفاتحة من الإِذاعة فقالت: أنا لا أحبها لأنها تذكرني بأخي الميت وقد قُرئت عليه! (لأن الإِنسان يكره الموت وما يلوذ به).

٢ - إِن الميت الذى ترك الصلاة في حياته ماذا يستفيد من القرآن بعد موته، وهو يبشره بالويل والعذاب؟.

{فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (٤) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون: ٤، ٥]

(هذا إِذا أخرها عن وقتها ولم يتركها)

٣ - أما حديث: "اقرؤوا على موتاكم يَس" فقد أعلَّه ابن القطان بالاضطراب والوقف والجهالة، وقال الدارقطني: هذا حديث مضطرب الإِسناد ومجهول المتن ولا يصح" انتهى

<<  <  ج: ص:  >  >>