(١) لقد كان المشركون السابقون يعتقدون أن الله هو الخالق والرازق، ولكنهم
يدعون الأولياء الممثَّلين في الأصنام واسطة تُقرِّبهم إِلى الله، فلم يَرضَ الله منهم هذه الواسطة، بل كفَّرهم وقال لهم:{وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ}. [الزمر:٣]
والله -تعالى- سميع قريب لا يحتاج إِلى واسطة مخلوق، قال الله تعالى:{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ}[البقرة: ١٨٦]
وترى كثيرًا من المسلمين اليوم يدعون الأولياء الممثّلين في القبور تقربًا بهم إِلى الله، والأصنام تُمثل أولياء أمواتًا في نظر المشركين، والقبور تُمثِّل أولياء أمواتًا في نظر المسلمين أيضًا علمًا بأن الفتنة في القبر أشد من الصنم!
(٢) إِن المشركين السابقين كانوا يدعون الله وحده عند الشدائد ويُشركون به
وقت الرخاء، قال الله تعالى:{فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ}[العنكبوت: ٦٥]
فكيف يجوز لمسلم أن يدعو غير الله وقت الشدائد أو الرخاء؟