للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول في الماء ما شاء الله أن يقول، ثم أعاد الماء في المزادتين، ثم أمر بفتح المزادتين فَفُتحتا، ثم أمر الناس فملؤوا آنيتهم، وأسقيتهم، فلم يدَعوا (يتركوا) إِناء ولا سِقاء إِلا ملؤوه"

قال عمران: حتى كان يُخيلُ إِلي أنها لم تزدَد إِلا امتلاءً.

"يأمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يُبسط ثوب المرأة، ثم أمر أصحابه أن يُحضروا شيئاً من زادهم، حتى ملأ لها ثوبها".

الرسول - صلى الله عليه وسلم - (للمرأة): "اذهبي فإنا لم نأخذ مِن مائك شيئاً، ولكن الله سقانا" "تأخذ المرأة الزاد والمزادتين وتأتي أهلها"

المرأة لأهلها: جئتكم مِن عند أسحر الناس، أو إِنه لرسول الله حقاً.

"يأتي أهل ذلك الحِواء (الحي) إِلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيُسلموا كلهم" [متفق عليه]

يستفاد من هذه المعجزة

١ - يلفت الرسول - صلى الله عليه وسلم - نظر أصحابه إِلى الماء المبارك الذي ينبع من بين أصابعه - إِنما بركته من الله وحده الذي خلق هذه المعجزة، وهذا حرص من الرسول - صلى الله عليه وسلم - على توجيه أمته إِلى التوحيد، وتعلُّقهم بالله ولذا قال: "والبركه من الله"

٢ - قد يُطلعُ الله رسولَه على بعض المغيبات عندما يريد، وعند اللزوم، ولذلك أخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - أصحابه عن مكان المرأة التي تحمل الماء.

٣ - كان المشركون يقولون لمن أسلم (صابئ) (أي تارك دين آبائه الذين لِدعون الأولياء من دون الله) ليصرفوا الناس عنه ويذمونه، وفي عصرنا من دعا إِلى التوحيد، وأمر بدعاء الله وحده، وحذر من دعاء غير الله من الأنبياء والأولياء، حسب أمر الله ورسوله- قال الناس عنه (وهابي) ليصرفوا الناس عن دعوته، لأنه في نظرهم كالصابئ في نظر المشركين، وشاء الله أن تكون كلمة (وهابي) نسبة إِلى (الوهَّاب) وهو اسم من

<<  <  ج: ص:  >  >>