شديد الولع بالتدخين حيث إِنني لم أتركه دقيقة واحدة برغم ما كنت أُعاني من أضراره وآلامه بحيث كنتُ أذهب إلى المستشفى للإِسعاف ليلًا لأنني كنت أُصاب بنوبات تنفسيَّة حادة أكادُ أختنق فيها واستمر الحال على هذا الوضع عدة شهور فازدادت النوبة التنفسية فأصبحت أشعر بشيء يضايقني في حنجرتي حين آكل وأشرب، فذهبت إِلى الأطباء وتعدد العلاج، لكن دونه فائدة، رغم تغييري للأطباء، وساقتني الأقدار إلى طبيب مختص فأخذ صورة لصدرى، وبعد أن نظر إِلى الصور المتعددة سألني الطبيب: كم سيجارة تدخن كل يوم؟
المدخن: باكيت ونصف.
الطبيب: لو أنك أخذت تدخن سيجارة وتنفست بها على شاشة بيضاء لاصفرَّت، ثم اسودَّت، وانسدت ثقوبها، فكيف بثلاثين سيجارة ينبعث دخانها كل يوم إِلى صدرك ورئتيك؟!
المدخن: فما هو الدواء يا دكتور؟
الطبيب: ليس لك دواء عندي، بل عليك أن تذهب إلى بيروت فهناك يعالجونك من مرضك ويُعطونك الدواء اللازم.
المدخن وهو في حالة عصبية شرسة: أرجوك يا دكتور أن تخبرني عن مرضي.
الطبيب: عندك بداية سرطان!
المدخن: وقد بدأ على وجهه الرعب والإصفرار، وهو يقول مرتجفا: سرطان - سرطان - سر - سر.
الطبيب: لا بد من ترك الدخان حتى تُشفى.
المدخن يخرج بالباكيت من جيبه ويمزقه، ويطرحه في الأرض قائلًا: سوف أقتلك قبل أن تقتلني!
الطبيب: اذهب الآن إِلى بيروت لمعالجة السرطان بالأشعة.