للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن

عنده". [رواه مسلم وغيره]

٩ - القرآن للأحياء لا للأموات: قال الله تعالى عن القرآن: {لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا}

وقوله تعالى: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلا مَا سَعَى} [النجم: ٣٩]

وقد استنبط الإمام الشافعي من هذه الآية أن القراءة لا يصل ثواب إهدائها إلى الموتى لأنه ليس من عملهم ولا كسبهم.

وأما قراءة الولد لأبويه فيصل ثواب القراءة لأن الولد من سعي أبيه كما ورد في

الحديث " .. وإن. ولده من كسبه". [صححه محقق جامع الأصول]

١٠ - القرآن شفاء القلوب من أمراض الشرك والنفاق وغيرها، وفيه بعض الآيات والسور لشفاء الأبدان: كسورة الفاتحة والمعوذات، وغيرها مما ثبت في السنة الصحيحة. قال الله تعالى:

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [يونس: ٥٧]

{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [الإسراء: ٨٢]

١١ - القرآن يشفع لصاحبه لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -:

"اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه". [رواه مسلم]

١٢ - القرآن مهيمن على الكتب التي قبله، قال الله تعالى:

{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ} [المائدة: ٤٨].

قال ابن كثير بعد أن ذكر أقوالًا في تفسير المهيمِن:

"وهذه الأقوال كلها متقاربة المعنى، فإن اسم المهيمن يتضمن هذا كله، فهو أمين وشاهد وحاكم على كل كتاب قبله، هذا الكتاب العظيم الذي أُنزل آخر الكتب وخاتمها، وأشملها عظماً، وأكملها، حيث جمِع فيه محاسنِ ما قبله، وزاده من الكمالات ما ليس في غيره، فلهذا جعله شاهداً وأميناً وحاكماً عليها كلها، وتكفل الله بحفظه". [تفسير ابن كثير ٢/ ٦٥]

<<  <  ج: ص:  >  >>