الأول: أن يفعل ذلك خوفاً من الله تعالى: وهذه عبادة العبيد.
الثاني: أن يفعل ذلك لطلب الجنة والثواب، وهذه عبادة التجار.
الثالث: أن يفعل ذلك حياء من الله وتأدية لحق العبودية وتأدية للشكر .. وهذه عبادة الأحرار.
وقد علق الشيخ محمد رشيد رضا على هذا الكلام في (مجموعة الحديث النجدية) فقال:
هذا التقسيم أشبه بكلام الصوفية منه بكلام فقهاء الحديث.
والتحقيق أن الكمال الجمع بين الخوف الذي سماه عبادة العبيد، وكلنا
عَبيد الله، والرجاء في ثواب الله وفضله الذي سماه عبادة التجار.
أقول: والشيخ متولي الشعراوي يتبنى عقيدة الصوفية في كتبه، حيث ذكر
هذا التقسيم السابق، بل زاد في شططه حينما فسر -بالرائى- قوله تعالى: {وَلا يُشرك بعِبادَة ربه أحَدَاً}. [الكهف ١١٠]
فقال: والجنةَ أحد.
(كأنه يعني: عبادة الله تعالى طلباً لجنته شرك).
قال الشعراوي في كتابه (المختار من تفسير القرآن العظيم):
النوع الثالث: أنه يعبده لأنه يستحق أن يُعبد واستدل بحديث قدسي:
"لو لم أخلق جنة أو ناراً أما كنت أهلاً لأن أُعبد". [ج ٢/ ٢٥]
وهذا الحديث لم يذكر درجته والظاهر عليه الكذب لأنه يخالف القرآن وهذا
الكلام الذي ذكره في كتابه يؤيد ما قاله في الرائي عندما فسر الآية بقوله:
(والجنة أحد).
فإن قال قائل: أراد الشعراوي أن من عبد الجنة فقد أشرك بالله.
نقول له: لا يوجد في الدنيا من يقول: إنه يعبد الجنة، ولكن هذا التفسير من الشعراوي تدليس وإخفاء لعقيدة الصوفية التي يتبناها في كتبه.
والصوفية تقول: إنما يعبدون الله لا طمعاً في جنته ولا خوفاً من ناره!