للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى يزيلا الشُبه، ويميطا الأذى عن الطريق. (ج ١/ ٣٠٦) روح المعاني للألوسي.

٢ - قال الطبري: ". . . معنى "ما" التي في قوله {وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ} بمعنى "الذي" وأن هاروت وماروت، مُترجَم، بهما عن الملكين، فإن التبس ما قلنا، فقال: وكيف يجوز لملائكة الله أن تُعلِّم الناس التفريق بين المرء وزوجه؟ أم كيف يجوز أن يضاف إلى الله إنزال ذلك على الملائكة؟ قيل له: إن الله عرَّف عباده جميع ما أمرهم به وجميع ما نهاهم عنه، فالسحر مما قد نهى عباده من بني آدم عنه، فغير منكر أن يكون جل ثناؤه علَّمهُ الملَكين اللذين سماهما وجعلهما فتنة لعباده من بني آدم ليختبر بهما عباده الذين نهاهم عن التفريق بين المرء وزوجه، وعن السحر، فيُمحِّصَ المؤمن بتركه التعلم منهما ويُخزي الكافر بتعلمه السحر والكفر منهما". [الطبري باختصار جـ ٢/ ٤٢٦ تحقيق محمود شاكر]

أقول: تفسير الطبري هو المعتمد، وهو الذي يدل عليه ظاهر القرآن (١)

ما يستفاد من الآية

١ - الإِعراض عن الكتاب والسنة يوقع الشر والفساد والظلم والسحر.

٢ - كفر الساحر، وتحريم تعلم السحر، وتحريم استعماله.

٣ - السحر له ضرر، ويُدفع بقراءة المعوذتين ودعاء الله وحده.

٤ - يحرم تصديق الكاهن والعراف والساحر لقوله - صلى الله عليه وسلم -:

أ - "من أتى كاهنًا أو عرافًا فصدَّقه فقد كفر بما أنزل على محمد". [صحيح رواه أحمد]

ب - "مَن أتى عَرَّافًا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يومًا". [رواه مسلم] [العراف والكاهن: اللذان يدعيان علم الغيب كذبًا].

٥ - باب التوبة مفتوح للساحر وغيره ولو كان كافرًا.

٦ - ابتلاء الله لعباده بالشر والخير ليعلم العاصي من المطيع قال تعالى:

{وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [الأنبياء: ٣٥].


(١) وتفسير الألوسي قريبٌ منه تفسير الإمام الطبري.

<<  <  ج: ص:  >  >>