للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم ذكر بسند أن رجلاً أتى عبد الله بن مسعود فقال: اعهدْ إليَّ، فقال: إذا سمعت الله يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} فأوعها سمعك، فإنه خير يأمر به، أو شر ينهى عنه.

وقال ابن جرير: والصواب عندنا أن الله تعالى نهى المؤمنين أن يقولوا لنبيه - صلى الله عليه وسلم - (راعنا)، لأنها كلمة كرهها الله تعالى أن يقولها لنبيه - صلى الله عليه وسلم - نظير الذي ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لا تقولوا للعنب الكرم، ولكن قولوا الحبَلَة، ولا تقولوا عبدي، ولكن

قولوا فتاي". [أول الجزء من الحديث رواه مسلم، والثاني رواه أحمد وهو صحيح ج ١/ ١٤٨] [الحبَلة: أصل شجرة العنب، وقضيبها].

من فوائد الآية

١ - النهي عن التشبه بالكفار في أقوالهم وأفعالهم، ولباسهم، وعاداتهم، وأعيادهم، وعبادتهم، ويجوز، بل يجب العمل على مجاراتهم في الإختراعات الحديثة كالطائرات والدبابات والغواصات، وغيرها مما يساعد على تقوية المسلمين لقول الله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: ٦٠]

٢ - الأدب مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعدم مخاطبته بكلمات لا تناسب قدره، كقول اليهود للرسول - صلى الله عليه وسلم -: {رَاعِنَا} ويريدون بها التنقيص.

٣ - هناك ألفاظ ورد النهي عنها: كقولك للعنب: الكرْم، بل قل: الحَبَلَة، ولا تقل: عبدي، بل قل: فتاي.

<<  <  ج: ص:  >  >>