- صلى الله عليه وسلم -: أي الذنب أعظم؟ قال: "أن تدعو لله نِدًّا وهو خلقك". [متفق عليه]
(النِدُّ: المثيل، ومعناه) ن تدعو غير الله، وتجعله مماثلًا له].
٧ - {وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ} [الفرقان: ٦٨]
ومن صفاتهم أنهم لا يقتلون النفس التي حرم الله قتلها، ومنها الوأد وغيره، إلا
بالحق المزيل لحرمتها: كالردة، والقاتل لغيره، والساعي في الأرض فسادًا،
فيُقتلون بحق.
- {وَلَا يَزْنُونَ} فعباد الرحمن لا يقربون الزنا، لأنه فاحشة وساء سبيلًا، وفيه
ضرر على الفرد والجماعة، حيث يورث الأمراض، ويضيع الأنساب، ويُدمر
الأسرة وغير ذلك من المخاطر.
{وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (٦٨) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا} [الفرقان: ٦٨ - ٦٩]
ومن يفعل ما تقدم من الكبائر كدعاء غير الله، وقتل النفس، والزنا، فإنه يلقى جزاءً يوم القيامة بأن يكرر عليه العذاب، ويخلد فيه ذليلًا حقيرًا.
{إِلا مَنْ تَابَ} إلى الله في الدنيا من جميع ما فعل، فإن الله يتوب عليه إذا قام بشروط التوبة.
٩ - {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ} [الفرقان: ٧٢]
قال الطبري: وأولى الأقوال بالصواب أن يقال:
والذين لا يشهدون شيئًا من الباطل، لا شِركًا، ولا غِناء، ولا كذبًا، ولا غيره، وكل ما لزمه اسم الزور، لأن الله عَمَّ في وصفه إياهم أنهم لا يشهدون الزور، فلا ينبغي أن يخص من ذلك شيء إلا بحجة يجب التسليم لها من خبر أو فعل، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"ألا أنبئكم بأكبر الكبائر" ثلاثًا، قلنا: بلى يا رسول الله، قال: "الشرك بالله، وعقوق الوالدين" وكان متكئًا فجلس فقال: "ألا وقول الزور؛ ألا وشهادة الزور"، فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت. [متفق عليه]
١٠ - {وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} [الفرقان: ٧٢]
جاوزوه علماء معرضين عنه. قال الطبري: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب عندي أن يقال: إن الله أخبرنا عن هؤلاء المؤمنين الذين مدحهم بأنهم إذا مروا