للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - وسئل الحسن البصري عن هذه الآية فقال: أن يُريَ الله العبد المسلم من زوجته ومن أخيه ومن حميمه طاعة الله. لا والله لا شيء أقَرُّ لعين المسلم من أن يرى ولدًا أو ولدَ ولدٍ أو أخًا أو حميمًا مطيعًا لله -عَزَّ وَجَلَّ-.

١٣ - {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} اجعلنا أئمة يُهتدى بنا.

قال ابن كثير: قال ابن عباس والحسن والسدي:

اجعلنا أئمة يُقتدى بنا إلى الخير.

وقال غيرهم: اجعلنا هداة مهتدين دعاة إلى الخير.

{أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (٧٥) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا} [الفرقان: ٧٥ - ٧٦]

قال ابن كثير: لما ذكر تعالى من أوصاف عباده المؤمنين ما ذكر من الصفات الجميلة، والأقوال والأفعال الجميلة، قال بعد ذلك (أولئك) المتصفون بهذه (يُجزِون) يوم القيامة (الغرفة) وهي الجنة (بما صبروا) أي على القيام بذلك (ويُلَقَّون فيها) أي في الجنة (تحية وسلامًا) أي يُبتدرون فيها بالتحية والإِكرام، ويلقون التوقير والاحترام، فلهم السلام وعليهم السلام، فإن الملائكة يدخلون

عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار.

وقوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا}

(أي مقيمين ولا يحولون، ولا يموتون ولا يزالون عنها)

وقوله تعالى: {حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا}.

أي حسنت منظرًا، وطابت مقيلًا ومنزلًا. [ج ٣/ ٣٣٠]

<<  <  ج: ص:  >  >>