واعلم يا أخي أن الله لم يرض لعباده أن يجتمعوا على راية إلا راية العقيدة والدين، فالناس إما مؤمن تقي وإما كافر شقي، لا فرق بين عربي وعجمي، أبيض وأسود، إلا بالتقوى وأما كل الدعاوي الأُخرى التي يتعصب لها الناس كانتمائهم إلى قبيلة واحدة، أو إلى وطن واحد، أو إلى قومية واحدة، بحيث يصير الإِنسان يحب ويبغض ويوالي ويعادي بناء عليها، فإنها من دعوى الجاهلية قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لما تشاجر بعض المهاجرين والأنصار، فقال المهاجرون: يا للمهاجرين، وقال الأنصار: يا للأنصار، قال - صلى الله عليه وسلم -:
"أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم دعوها فإنها مُنتنة". (متفق عليه)
فإذا كان هذا في أشرف الأسماء، فكيف إذا كان التحزب على ما ليس فيه شرف، بل على تقليد شخص معين، فكيف إذا كان الإِجتماع على مبادىء تناقض الإِسلام كالعلمانية والشيوعية والماسونية وسائر المبادىء الوضعية يميناً ويساراً شرقاً وغرباً؟ قال تعالى: