قالت عائشة -رضي الله عنها-: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال:"نعم إذا كثر الخبث". [رواه مسلم]
(الخبث: أي الفسق والفجور).
وفي الختام نوصيكم بتقوى الله تعالى:{وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ}. [سورة النساء، آية ١٣١]
ونحذركم من المعاصى، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إياك والمعصية، فإن بالمعصية حلّ سخط الله". [رواه أحمد والطبراني بسند حسن من حديث معاذ]
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا عائشة إياك ومُحقرات الذنوب فإن لها من الله طالباً". [رواه الدارمي وابن ماجه وابن حبان وأحمد بسند صحيح]
عن سهل بن سعد -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إياكم ومحقرات الذنوب، فإنا مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطنَ وادٍ فجاء ذا بعود وجاء ذا بعود حتى حملوا ما أنضجوا به خبزهم، وإن محقرات الذنوب متى يأخذ بها صاحبها تُهلِكه". [رواه أحمد والطبراني بسند صحيح]
وعن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ارحموا، واغفروا يُغفر لكم، وويل لأقماع القول، وويل للمصِرين الذين يُصرون على ما فعلوا وهم يعلمون". [رواه البخاري في "الأدب المفرد" وأحمد بسند صحيح]
وإن في الأحاديث السابقة دعوة صريحة للعاملين للإِسلام إلى تنقية صفوفهم من المعصية إذا أرادوا التوفيق والنصر إلا أن الكثير منهم غابت عنهم هذه الحقيقة فتفشت فيهم المعاصي مثل: التوسل بالقبور ودعائها، وتأويل صفات الرب جل وعلا، ورد الأحاديث الصحيحة بحجة التقليد، أو عدم قبول حديث الآحاد، والكثير من البدع التي تعسكر في بلاد المسلمين اليوم وتحول بينهم وبين ما يريدون من العزة والنصر وتطبيق شرع الله تعالى على أرضه.
وفي نهاية المطاف لا تنسنا يا أخي من دعائك بظهر الغيب:"دعاء المرء المسلم مستجاب لأخيه بظهر الغيب، عند رأسه ملَك مُوَكل به، كلما دعا لأخيه بخير قال الملك: آمين ولك بمثل ذلك". [رواه أحمد ومسلم وابن ماجه من حديث أبي الدرداء]