وسمعتهم ينشدون في المسجد:
هات كاس الراح ... واسقنا الأقداح
(والمدامة والراح: من أسماء الخمر).
أقول: لا يستحي الصوفية من ذكر أسماء الخمر في بيت الله الذي أُنشىء لذكر الله لا لذكر أسماء الخمر المحرمة، والله تعالى يقول:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}. [المائدة: ٩٠]
١٠ - الصوفية تتغزل باسم النساء والصبيان في مجالس الذكر، فيرددون اسم الحب، والعشق والهوى، وليلى، وسعاد، وغيرها، وكأنهم في مجلس طرب، فيه الرقص، وذكر الخمر، مع التصفيق والصياح، والتصفيق من عادة المشركين وعبادتهم، قال الله تعالى:
{وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً}. [الأنفال: ٣٥]
(المكاء: الصفير، والتصدية: التصفيق).
١١ - الصوفية تستعمل الدف المسمى (بالمزهر) في ذكرها، وهو مزمار الشيطان، فقد دخل أبو بكر على عائشة فوجد عندها جاريتين تضربان بالدف، فقال أبو بكر:
مِزمار الشيطان (مرتين)، فقال له الرسول - صلى الله عليه وسلم -:
"دعهما يا أبا بكر، فإنهما في يوم عيد". [رواه البخاري بألفاظ مختلفة]
فقد أقر الرسول أبا بكر على قوله، ولكنه أخبره أنه في يوم عيد مسموح به للبنات، ولم يثبت عن الصحابة والتابعين أنهم استعملوا الدف عند ذكرهم بل هو من بدع الصوفية التي حذر منها الرسول - صلى الله عليه وسلم - بقوله:
"مَن عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رَدٌّ". [رواه مسلم]
(رد: غير مقبول).
١٢ - بعض الصوفية يضرب نفسه بسيخ حديد قائلًا: (يا جداه) فتأتيه الشياطين ليساعدوه على فعله؛ لأنه استغاث بغير الله، والدليل قول الله تعالى: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ}. (يَعشُ: يُعرض). [الزخرف: ٣٦]