للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العبد رب، والرب عبد ... يا ليت شعري من المكلف؟

إن قلت عبد فذاك حق ... وإن قلت رَبٌ فأنى يكلف؟

فانظر كيف جعل العبد ربًا، والرب عبدًا، فهما مستويان عند ابن عربي وابن مشيش الذي ذكر كلامه (دلائل الخيرات).

١٢ - ثم ذكر المؤلف [ص ٨٣]:

(اللهم صل على كاشف الغُمة، ومُجلي الظلمة، ومُولي النعمة، ومُؤتي الرحمة).

أقول: هذا إطراء لا يرضاه الإِسلام وقد نهى الرسول - صلى الله عليه وسلم - عنه.

١٣ - ثم يقول علي بن سلطان محمد القاري في ورده الذي سماه:

(الحزب الأعظم) المطبوع على هامش (دلائل الخيرات):

(اللهم صل على سيدنا محمد السابق للخلق نوره). [ص ١٣٨]

أقول: هذا كلام باطل يكذبه الحديث القائل: "إن أول ما خلق الله القلم".

[رواه أحمد وصححه الألباني]

أما حديث: "أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر".

فهو عند أهل الحديث مكذوب وموضوع وباطل.

١٤ - جاء في بعض النسخ من كتاب (دلائل الخيرات) وفي آخر قصيدة جاء فيها:

بأبي خليل شيخنا وملاذنا ... قطبُ الزمان هو المسمى محمد

يقول: إن شيخه محمد يلوذ به ويلتجىء إليه عند المصائب، وهذا شرك؛ لأن

المسلم لا يلوذ إلا بالله، ولا يلتجىء إلا إليه لأنه حي قادر، وشيخه ميت عاجز لا ينفع ولا يضر.

ويعتقد أن شيخه قطب الزمان، وهذا اعتقاد الصوفية القائلة: إن في الكون

أقطابًا يتصرفون في أمور الكون، حيث جعلوهم شركاء لله في تدبير الأمور، مع أن المشركين السابقين يعتقدون أن المدبر للكون هو الله وحده، قال الله تعالى:

{قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ}. [يونس: ٣١]

<<  <  ج: ص:  >  >>