من غضبه وسخطه وقاية تقيه من ذلك، وهو فعل طاعته واجتناب معاصيه.
لذا كان على المسلم أن يلتزم بها فيعمل بطاعة ربه ويبتعد عن سخطه في كل مكان وعلى أي حال:
قال الشاعر:
خلِّ الذنوب صغيرها ... وكبيرها فهو التقى
واصنع كماشٍ فوق أرضِ ... الشوك يحذر ما يرى
لا تحقِرَن صغيرة ... إن الجبال من الحصى
قيل لأبي الدرداء: يقولون الشعر وأنت ما حُفظ عنك شيء؟ فقال:
يريد المرء أن يؤتى مناه ... ويأبى الله إلا ما أرادا
يقول المرء فائدتي ومالي ... وتقوى الله أولى ما استفادا
وقال ابن السماك الواعظ:
يا مُدمن الذنب أما تستحي ... والله في الخلوة ثانيكا
أغرّك من ربك إمهاله ... وستره طول مساويكا
ثانيًا: التوبة:
تعريف التوبة: هي العلم بعظم الذنب، والندم عليه، والقصد المتعلق بالترك
في الحال والاستقبال.
منزلة التوبة:
إن التوبة هي حقيقة دين الإسلام، والدين كله داخل في مسمى التوبة، وبهذا
استحق التائب أن يكون حبيب الله. فإن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين. وإنما يحب الله مَن فَعَل ما أمر به وتَرَكَ ما نهى عنه.
والتوبة هي الرجوع مما يكرهه الله ظاهرًا وباطنًا إلى ما يحبه ظاهرًا وباطنًا. ويدخل في مسماها الإسلام، والإيمان، والإحسان، وتتناول جميع المقامات. ولهذا كانت غاية كل مؤمن. وبداية الأمر وخاتمته.
وأكثر الناس لا يعرفون قدر التوبة ولا حقيقتها، فضلًا عن القيام بها علمًا وعملًا وحالًا. ولم يجعل الله تعالى محبته للتوابين إلا وهم خواص الخلق لديه.