للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خطبته - صلى الله عليه وسلم - بتأكيد الفسخ:

فقام فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه فقال:

"أبالله تعلموني أيها الناس!؟ قد علمتم أني أتقاكم لله وأصدقكم وأبركم اِفعلوا ما آمركم به فإني لولا هَديي لحلَلت كما تَحِلون، ولكن لا يَحل مني حرام حتى يبلغ الهدي محِله، ولو استقبلتُ من أمري ما استدبرت لم أسُقِ الهَدي".

فحلَّ الناس كلهم وقصَّروا إلا النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن كان معه هَدي، وليس مع أحدٍ منهم هَدي إلا النبي - صلى الله عليه وسلم - وطلحة.

قدوم علي من اليمن:

وقدم علي ببُدن (١) النبي - صلى الله عليه وسلم -، فوجد فاطمة -رضي الله عنها- ممن حَلَّ، ولبست ثيابًا صبيغًا واكتحلت فأنكر ذلك عليها، فقالت: إن أبي أمرني بهذا.

قال: فكان علي بالعراق يقول: فذهبتُ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مُحرِّشا (٢) على فاطمة للذي صنعَت مُستفتيًا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما ذكرَتْ عنه، فأخبرته أني أنكرتُ ذلك عليها، فقال: "صدَقتْ، صدَقتْ"، ماذا قلتَ حين فرضتَ الحج؟ (أي نويت).

قال علي: قلتُ: اللهم إني أُهِلُّ بما أهَلَّ به رسولك.

قال - صلى الله عليه وسلم -: "فإن معي الهدي فلا تَحِلُّ".

قال جابر: فكان جماعة الهدي الذي قدم به علي من اليمن، والذي أتى به النبي - صلى الله عليه وسلم - مائة [بدنة].

قال جابر: فَحَلَّ الناس كلهم وقصَّروا إلا النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن كان معه هَدي.


(١) ببُدن: جمع بدنة، وهي الإبل.
(٢) مُحرِّشًا: يذكر له ما يقتضي عتابها.

<<  <  ج: ص:  >  >>