(٢) قصيدة البردة معروفة ومشهورة حفظتها منذ صغري كلها، يتجلى فيها قوة الأسلوب، وروعة البيان، ولكن العلماء أخذوا. عليه فيها الغلو والإطراء حتى إن الشيخ أحمد القطان نقدها في شريط، وبين المساوىء التي وقع فيها. وسمعت أن الشيخ محمد نسيب الرفاعي مبعوث الإفتاء في الأردن له رد عليها، ورددت عليها في مجلة التوعية الإسلامية. وإني أذكر للقراء بعض الأبيات منها ليتبينوا عوارها والشرك فيها: ١ - يا أكرمَ الخلق ما لي من ألوذ به ... سواك عند حدوث الحادث العمم ٢ - فإن مِن جودك الدنيا وضرتها ... ومن علومك علمُ اللوح والقلم ٣ - ما سامني الدهر ضيماً واستجرت به ... إلا ونلت جوارًا منه لم يُضم ٤ - لو ناسبت قدره آياتُه عظمًا ... أحيا اسمه حين يُدعى دارسَ الرِمَم ففي البيت الأول ينادي الرسول - صلى الله عليه وسلم - ويقول: ليس لي ملاذ إلا أنت عند نزول المصائب العامة، وهذا من الشرك الأكبر، لأن المفرج للمصائب هو الله وحده: قال الله تعالى: (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء .. ؟). "النمل ٦٤" وفي الثاني يقول: إن الدنيا والآخرة من جود الرسول - صلى الله عليه وسلم - وفضله، وأن من علومه علم اللوح والقلم، وهذا كذب، وهو من الإطراء والغلو المنهي عنهما، فالدنيا والآخرة من خلق الله، وعلم اللوح والقلم لم يطلع عليه أحد. وفي الثالث: يعتقد أن الدهر إذا أصابه بضر فيستجير بالرسول - صلى الله عليه وسلم - فيكشفه، وهذا من الشرك الذي لا يخفى على مسلم، لأن الكاشف للضر هو الله وحده: قال تعالى: (وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه). "الإسراء ٦٧" وفي الرابع يقول: لو أن الله أعطى نبيه ما يستحقه من المعجزات لأحيا اسم الرسول الميت، ولكن الله لم يفعل! هذا اتهام لله تعالى بالتقصير في حق محمد - صلى الله عليه وسلم -. تعالى الله عما يقول الشاعر علُوًا كبيرًا. (٣) لم يثبت اسم الحرم إلا للحرم المكي والمدني بنص الأحاديث؛ أما المسجد الأقصى فلا يقال له الحرم.