تعالى يوم القيامة حين يضع الموازين القسط، وجازى عليها إن خيراً فخير، وإن شراً فشَرٌ.
٥ - (يا بني أقِم الصلاة)، أدها بأركانها وواجباتها بخشوع على الوجه المشروع.
٦ - (وأمُرْ بالمعروف وانهَ عن المنكر)، بلُطف ولين بدون شدة.
٧ - (واصبرْ على ما أصابك)، علم أن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر سيناله أذىً فأمره بالصبر، قال - صلى الله عليه وسلم -:
(المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم، أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم). "صحيح رواه أحمد وغيره"
(إن ذلك من عزم الأمور)، أي إن الصبر على أذى الناس لمن عزم الأمور.
٨ - (ولا تصَعِّر خدَّكَ للناس). "سورة لقمان ١٨"
قال ابن كثير:
لا تُعرِض بوجهك عن الناس إذا كلمتهم أو كلموك احتقاراً منك لهم، واستكباراً عليهم، ولكن ألِن جانبك وابسُطْ وجهك إليهم.
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (تبسمك في وجه أخيك لك صدقة). "صحيح رواه الترمذي وغيره"
٩ - (ولا تمش في الأرض مَرحَاً)، أي خيلاء متكبراً جباراً عنيداً، لا تفعل ذلك يبغضك الله، ولهذا قال: (إن الله لا يحب كل مختال فخور). "سورة لقمان ١٨"
أي مُختال مُعجَب في نفسه، فخور على غيره. "ذكره ابن كثير"
١٠ - (واقصِد في مشيك)، أي امش مشياً مقتصداً، ليس بالبطيء المتثبط، ولا بالسريع المفرط، عدلًا وسطاً بين بين.
١١ - (واغضُض مِن صوتك)، أي لا تبالغ في الكلام، ولا ترفع صوتك فيما لا فائدة فيه، ولهذا قال: (إن أنكر الأصوات لَصوت الحمير). "لقمان ١٩"
قال مجاهد: إن أقبح الأصوات لصوت الحمير. أي غاية مَن رفع صوته أنه يُشبه بالحمير في علُوه ورَفعه، ومع هذا هو بغيض إلى الله، وهذا التشبيه بالحمير يقتضي تحريمه وذمه غاية الذم لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
أ - (ليس لنا مَثل السوء، العائد في هِبته كالكلب يعود في قيئه). "رواه البخاري"
ب - (إذا سمعتم أصواتَ الديكه، فسلوا الله مِن فضله؛ فإنها رأت ملَكاً، وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوّذوا بالله من الشيطان، فإنها رأت شيطانًا). "متفق عليه" "انظر تفسير ابن كثير ج ٣/ ٤٤٦"