والغريب أن بعض المسلمين يقولونها بألسنتهم، ويخالفون معناها بأفعالهم ودعائهم لغير الله.
٥ - "لا إِله إِلا الله" أساس التوحيد والإسلام، ومنهج كامل للحياة يتحقق بتوجيه كل أنواع العبادة لِله، وذلك إذا خضع المسلم لله، ودعاه وحده واحتكم لشرعه دون غيره.
٦ - قال ابن رجب:"الإِله هو الذي يُطاع ولا يُعصى هيبةً له وإجلالاً، ومحبةً وخوفاً ورجاءً، وتوكلاً عليه، وسؤالاً منه، ودعاءً له، ولا يصلح هذا كله إِلا لله - عز وجل- فمن أشرك مخلوقاً في شيء من هذه الأمور التي هي من خصائص الإله، كان ذلك قدحاً في إِخلاصه في قوله: "لا إِلة إِلا الله" وكان فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من ذل - صلى الله عليه وسلم -.
٧ - وقال - صلى الله عليه وسلم - "لَقِّنوا موتاكم لا إله إلا الله فإنه مَن كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة يومًا مِن الدهر وإن أصابه قبل ذلك ما أصابه". [رواه ابن حبان في صحيحه وصححه الألباني في صحيح الجامع]
وليس التلقين ذكر الشهادة عند الميت، بل هو أمره بأن يقولها خلافًا لما يظن البعض، والدليل حديث أنس بن مالك:
"أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عاد رجلًا من الأنصار، فقال:"يا خال! قل: لا إله إلا الله"، فقال: أخالٌ أم عَمٌ؟ فقال:"بل خال" فقال: فخَيرٌ لي أن أقول: لا إله إلا الله، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "نعم". [أخرجه الإمام أحمد (٣/ ١٥٢) بإسناد صحيح على شرط مسلم]
(نقلًا من أحكام الجنائز للألباني ص ١١).
٨ - إِن كلمة "لا إله إلا الله، تنفع قائلها إِذا طبق معناها في حياته ولم ينقضها بشِرك، كدعاء الأموات أو الأحياء الغائبين، فهي شبيهة بالوضوء الذي ينقضه الحدَث.
قال - صلى الله عليه وسلم -: "مَن قال لا إله إلا الله أنجَته يومًا مِن دهره يُصيبه قبل ذلك ما أصابه". [رواه البيهقي، وصححه الألباني في الأحاديث الصحيحة رقم ١٩٣٢].