للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"الروح الأعظم" والإتحاد معه وهذا لا يتم إلا بتعذيب الجسد وإهانته لتنطلق الروح من أوهاقه، وترفرف في عالم النور .. " "ص ١٣٤"

أقول: إن فكرة الفناء التي عرفها الأخ "محمد قطب" تختلف عن وحدة الوجود التي ذكرها أخوه "سيد قطب" في تفسيره كما سبق.

فكان عليه أن يذكرها في نواقض الشهادة، ويذكر نصها، ومن أخذ بها كابن عربي وغيره حيث قال:

الربُّ عبد، والعبدُ رَب ... ياليت شِعري مَنِ المُكَلف؟

وقال غيره:

وما الكلب والخنزير إلا إلهنا ... وما الله إلاراهبٌ في الكنيسة

٣ - لم يُفصِّل في ذكر النواقض حينما عدها كما فصّل في الحكم بغير ما أنزل الله، علمًا بأن دعاء غير الله، والإستعانة والنذر والذبح لغير الله وقع فيه علماء أهل البدع والعوام.

٤ - لم يذكر الطواف حول القبور بنية العبادة والتقرب كالطواف حول قبر الحسين وغيره.

٥ - لم يذكر في النواقض عقيدة بعض الصوفية المعتقدين بأن هناك أقطابًا أربعة يُدَبرون أمور الكون! مع أن المشركين السابقين يسندون التدبير لله.

٦ - قال إن التفلت من التكاليف طبعِ بشري صاحب الإِنسان منذ نشأته:

{وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا}."سورة طه آية ١١٥"

أقول: لا يجوز لأي مسلم كان إطلاق هذا التعبير لعدم صحته، ولما فيه من المس بكرامة النبي آدم الذي نسيَ أمرَ ربه ولم يتفلت؛ ولو أنه قال: إن الخطأ والنسيان مِن طبيعة الإِنسان لكان صوابًا لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -:

(كلُّ بني آدمَ خطاء وخيرُ الخطائين التوابون) "حسن رواه أحمد"

وقال العلماء: ما سُمِّيَ الإِنسان إنسانًا إلا لِنِسيَانه.

<<  <  ج: ص:  >  >>