للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما يتولى بين المسلمين والتتار قاضيًا بل وإمامًا، وفي نفس أمور العدل يريد أن يعمل بها فلا يمكنه ذلك، بل هناك من يمنعه ذلك، ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعهِا، وعمر بن عبد العزيز عودي وأوذي على بعض ما أقامه من العدل، وقيل: أنه سُمَّ على ذلك.

فالنجاشي وأمثاله سعداء في الجنة وإن لم يلتزموا من شرائع الإِسلام ما لا يقدرون على التزامه، بل كانوا يحكمون بالأحكام التي يمكنهم الحكم بها.

ولهذا جعل الله هؤلاء من أهل الكتاب، قال الله تعالى:

{وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}. "آل عمران: ١٩٩"

وهذه الآية قد قال طائفة من السلف: إنها نزلت في النجاشي، ويُروى هذا عن جابر وابن عباس وأنس، ومنهم من قال: فيه وفي أصحابه، كما قال الحسن وقتادة.

وهذا مراد الصحابة ولكن هو المطاع، فإن لفظ الآية لفظ الجمع لم يرد واحد. "انظر مجموع الفتاوي جـ ١٩/ ٢١٧"

<<  <  ج: ص:  >  >>