إلا الله عقيدة وشريعة ومنهج حياة) لمؤلفه "محمد قطب" ذكر فيه نواقض لا إله إلا الله، ولم يذكر وحدة الوجود، فاتصلت به هاتفيًا من مكة.
قلت له: أنت مشرف على طبعة الشروق "في ظلال القرآن" أنا أطالبك بالتعليق في الحاشية امتثالًا لأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - القائل:"مَن رأى منكم منكرًا فلْيُغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه؛ فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإِيمان". "رواه مسلم"
وأنت تستطيع أن تُغيره بلسانك وقلمك، فقال لي: شكر الله سعيك، فشكرته على ذلك، وطلبت منه نسخة فيها تعليقه على وحدة الوجود فسكت، وأسأل الله أن يوفقه لذلك.
٣ - قمت بزيارة لأحد العلماء البارزين وعنده أحد مدرسي العقيدة الإِسلامية، وذكرت له وحدة الوجود في الظلال، فاستغرب ذلك، وأحضر كتاب الظلال من مكتبته وبدأ يقرأ فيه من أول تفسير سورة الحديد، حتى وصل إلى قوله: ولقد أخذ المتصوفة بهذه الحقيقة الأساسية الكبرى وهاموا فيها وبها، وسلكوا إليها مسالك شتى، بعضهم قال: إنه يرى الله في كل شيء في الوجود، وبعضهم قال: إنه رأى الله من وراء كل شيء في الوجود، وبعضهم قال إنه رأى الله فلم ير غيره في الوجود، وكلها أقوال تشير إلى الحقيقة إذا تجاوزنا عن ظاهر الألفاظ القاصرة في هذا المجال، إلا أن ما يؤخذ عليهم على وجه الِإجمال هو أنهم أهملوا الحياة بهذا التصور، والإِسلام في توازنه المطلق يريد من القلب البشري أن يدرك هذه الحقيقة، ويعيش بها ولها".
"انظر الظلال ج ٦/ ٣٤٧٩ - ٣٤٨٠"
فأنكر العلماء الموجودون هذه الوحدة، ووافقوا على أن يُعَلق "محمد قطب" عليها.
٤ - ولسيد قطب -يرحمه الله- كلام في كتبه يخالف وحدة الوجود، لكنه لم يُصرح بالرجوع عنها، وله كتابات جيدة، ولكنه ليس بمعصوم لأنه بشر يخطىء، فالواجب بيان هذه الأخطاء نصيحة للقراء وفي الحديث:
(الدين النصيحة). "رواه مسلم"
٥ - وهناك أخطاء كثيرة في ظلال القرآن جمعها الشيخ عبد الله الدويش في كتابه:
"المورد الزلال في التنبيه على أخطاء الظلال" وكتاب "أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وأفكاره" للشيخ ربيع بن هادي، فليُرجع إليهما. وليت الشيخ محمد قطب أخذ بهذه الأخطاء وعلق عليها في طبعة الشروق لأنه مشرف عليها فهو مسؤول أمام الله عنها وأسأل الله أن يوفقه لذلك.