شهادته ففكر قليلاً ثم قال لكاتبه: أجز شهادته يا ابن دينار. فإن المؤمن لا يشفي غيظه. وكتب العباس بن محمد إلى سعيد بن سليمان، وكان ينقلب إلى الحجاز وإلى ماله بالجفر:
أليس إلى نجد وبرد مياهه ... إلى الحول أن حم الإياب سبيل
وقال له زد إليه. فقال سعيد:
وإن مقام المرء في طلب الغنا ... بباب أمير المؤمنين قليل
وذكر المصعب بن عبد الله في كتابه هذه الحكاية فقال: فلما وفد على الرشيد وكان منقطعاً إلى العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس فنزل عليه، وجعل يتقلب إلى المدينة والى ماله بالجفر بناحية ضرية واشتكى عند العباس فجعل العباس يمازحه ويدفعه عن الخروج إلى الحج. قال مصعب: فكتب العباس إلى أبي بيتاً مازح به سعيداً وقال له زدنا عليه بيتاً، وذكر البيت الأول إلا أنه قال: الحج مكان الحول.