قال ابن غانم: قلت لمالك: من لهذا الأمر بعدك؟ قال: رجل من أصحابي. حتى دخل رجل أعور وهو ابن نافع، فقال: هذا. قال الشيرازي: كان أصم أمياً لا يكتب، وقال: صحبت مالكاً أربعين سنة، ما كتبت منه شيئاً، وإنما كان حفظاً أتحفظه. وهو الذي سمع منه سحنون، وكبار أتباع أصحاب مالك، والذي سماعه مقرون بسماع أشهب في العتبية، لا كما زعم أبو عبد الله بن عتاب في فهرسته أنه ابن نافع الزبيري، وما ذكرناه غير منكر، ولهذا مشيخة الأندلس عما يقع في سماعها، وفي سماع الشيخين، يعنون أشهب وابن نافع الصائغ، وهو الذي ذكروه، وروايته في المدونة نفيسة. قال أشهب: ما حضرت لمالك مجلساً إلا وابن نافع حاضر.
وما سمعت إلا وقد سمع. لكنه كان لا يكتب. فكان يكتب أشهب لنفسه وله. وفي المدونة أن مالكاً سأل ابن نافع عن حديثه عن حسين بن عبد الله ابن ضميرة في القراءة في ركعتي الوتر، قال ابن نافع حدثته به، فأعجب مالك واستحسنه. قال قد كنا على هذا ولم يبلغني فيه شيء؟. وجلس مجلس مالك بعد ابن كنانة.