أنك لا تحسن القضاء. فإن كنت صادقاً، فما آن لك أن تتعلم، وإن كنت كاذباً فالكاذب لا يكون أميناً. وقال للآخر لم يروه الراوي. ثم قال لصاحب المدينة: وقد أمرك أن تخرج الساعة مع هذين الشيخين عبد الملك وأصبغ مع أربعين غلاماً، لينفذوا في هذا الفاسق ما رأياه. فخرج عبد الملك وهو يقول: سب رباً عبدناه. إن لم ننتصر له إنا لعبيد سوء. ثم أخرج ووقف على خشبة وهو يقول لعبد الملك: اتق الله في دمي أبا مروان، فإني أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله. وعبد الملك يقول: الآن وقد عصيت قبل. فلم يزالا حتى صلب وقتل، وانصرفا. فلما كان بعد هذا قيم على هارون بن حبيب أخي عبد الملك بن حبيب بمثل هذا. وكان ضيق الصدر كثير التبرم. ساكناً بالبيرة متحاملاً على أهلها. سيئ القول فيهم. وكان طالع بعض كلام المتكلمين فشهد عليه قوم عند قاضي البيرة، عبد الملك بن سلام المعافري، في شهادات. منها أن رجلاً جاء يطلب منه سلماً لصلاح مسجد، فقال له: لو أردته لكنيسة أعطيتكه. فقال له الآخر: المسجد أولى. قال: لا والله. إني رأيت من تعلق بالله مخذولاً. ومن تعلق بالشنيرة والقرابين عزيزاً الى حسن الحال.