للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فهزت الفتاة منكبيها وأجابت أني لاأظن ذلك.

وقطع عليهما الحديث دخول الخادم بالعشاء. فلم يتكلما إلا قليلاًز فبدئ الطعام باللحم ثم أعقب بالسمك كعادة الروس في موائدهم. فلما انتهيا من السمك. وكانت شهوة الرجل إلى الطعام قد هدأت قليلاًك لاحظ أن الفتاة لم تمس الطعام بعد.

قال: يجب أن تأكلي.

فأجابته لا استطيع فأني لا أشعر بجوع.

قال وهو يصر. ليس هذا بسبب معقول. نحن الناس نعيش بالأكل. ويجب أن تشربي أيضاً. فهل تحبين خمرة الشمبانيا؟

قال ذلك وملأ كأساً منها. ولكن الفتاة قالت بعد أن جرعت منها أن طعمها لشديد ولقد تصاعدت رائحتها إلى أنفي. ولم أر هذه الخمر من قبل.

فقال متعجباًز إذن فأنت قريبة عهد بهذه الصنعة. ومتى كان نزولك بموسكو؟

فبدأ على الفتاة التردد والحيرة ونظرت إليه ثم أطرقت.

قال لا حاجة بك إلى اخباري إذا كنت لا ترغبين.

وقاطعهما الخادم ثانية. ومضت بضع دقائ. ورفعت المائدة. واشعل الرجل لفافة تبغ. وترك الخادم الحجرة لأخر مرة واختلى الإثنان.

وبدأت المداعبة بينهما والمغازلة والمماجنة.

قال الرجل أخيراً. ألا حدثيني متى نزلت بهذه المدينة؟

وكانت الفتاة واقفة إزاءه مشتبكة اليدين كأنها من فتيات المدارس وبدأ عليها أنها قد جمعت أمرها على الكلام.

قالت (في هذا المساء)

فسألها: ماذا تقولين. وللمرة الأولى؟

أجابت: نعم. وللمرة الأولى.

قال: وأين تقيمين؟

فأجابت: هنا

فسألها: وماذا تقصدين؟