للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المهذبة غرائب أقواله وأحواله بابتسامة السخرية فلن تستقبلها المرأة الجاهلة إلا بالقهقهة العالية. وليس ببعيد أن تقذفه بالماء استهزاء واحتقاراً ثم تنادي أختها لترى تلك الأعجوبة والنادرة. وتحيل عليك حبيبها يسألك ماذا تعني بأقوالك تلك. وتهيج ليك القرية بأجمعها. حتى يصبح أمرك بينهم وكأنه رواية مضحكة وفكاهة تمثيلية ونادرة عجيبة يفنون في الضحك منها الليالي والأيام والعام فالعام فأولى بك أيها الفيلسوف والأديب والشاعر أن تصد عن الخادمات وبنات الطبقة المنخفضة إلى السيدات والعقائل وذوات البيوتات والاحساب فإن هؤلاء من محاسن الظن بأنفسهن ما قد ينطق عليه بعض أوصافك البديعة. وإن علوهن عن سائر النساء كعلو أفكارك عن سائر الأفكار! فأما الطبقة المنحطة والعيشة السافلة والخبث والجهل والمكر والخداع والخيانة فليس بينك وبينها شبه ولا تجمعك وإياها جامعة. ويا من يحسب أنه قد يبلغ إلا وطار ويدرك المنى من أهل هذه الطبقات بعقله وحكمته. وظرفه ورقته حذار من نزولك ذلك المعترك وأسلم بنفسك من وبال ذلك المرعى!

ولا أحسب أن الحب لأول وهلة هو كما يزعم الناس نوع من الخرق والطيش لأن من عادة الإنسان أنه يصور لنفسه (قبل أن يعشق) - صورة الفتاة التي يود أن تكون محبوبته - يصورها في وهمه بيضاء أم سمراء. مكتنزة أم هيفاء. لعوباً أم خفرة. حتى إذا صادفتنا غادة قد اجتمعت لها تلك الصفات التي قد شغلبت أذهاننا وملأت مخيلاتنا أعطيناها الحب لأول وهلة واسكناها سويداء القلب للتو واللحظة. وكيف وإنها لضالتنا المنشودة وفيها تحققت تلك الآمال التي لم تك قبل رؤيتها إلا أضاليل أوهام. واضغاث أحلام. وإنها وإن لم تبد لنا إلا الآن فإن صورتها ما برحت نصب عين الذهن في كل لحظة وآن. وحشو ضمير الفؤاد وفراغ النفس في كل موضع ومكان. في اليقظة والمنام. والرحلة والمقام. ألا أيتها الغانية التي تامت فؤادي بأول نظرة وسحرت لبي لا تحسبي أن سلطانك على نفسي قد أزرى به أنه أتى فجاءة وجاء بغتاً. لأني وجدت في شخصك الحسن الجميل كل ما قد تمنيت من محاسن النساء وملائح المرأة!

انفيليس

لوليم هازلت

لا تكاد المرأة الوضيعة النسب تنسى أصلها أو تحسب الناس ينسونه ولا ضير عليها من