للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لؤم الأعراق إذا حملت كرم الأخلاق ولا يشينها خبث المغرس إذا زانها طيب النفس ومن هذا القبيل منية الروح وريحانة القلب انفيليس وأما ويمين الله - حلفاً مؤكداً - لئن زينت بحضرتك السنية يوماً ما غرفتي وطيبت بوجودك العطر حجرتي وأضأت بغرتك المنيرة ظلمتي وآنست بنغمك الرخيم وحدتي وبجرسك الحلو وحشتي وبخصب حسنك وثمار جمالك وثروة بدائعك وملاحاتك جدبي وعدمي وفاقتي مثلما أنضرت بستان أملى وأكدت عريي أمنيتي لاروحن أسعد الناس طراً وأكثرهم نعمة وخيراً ولأصبحن بك داري كعبة ومنهل ومراد وذخر وكنز وروضة وفلك وليرين الناس فيك ماقرؤا من أقصى منتهي الشرف النسائي في تصوير شاكسبير وأبصروا في مبتدعات رافاييل وليطمح الطامحون بأبصارهم نحو الأميرات والشريفات فأنا الذي لا يتلع جيده إلا إلى بنات الرعاة والمتلببات وذوات الضراعة والتواضع وذرني من المسبلات الذيول الناعمات البنان الصادفات الاجياد المصعرات الخدود ولو ثنيت الأنامل على يراع شاعر كبير أو جعلت راحتي صهوة لريشة مصور شهير فجريت شوطاً في مضمار الوصف ونعت أولئك الفقيرات المتواضعات بما هن أهله لأنسيت رومير حب جوليت وأذهلت دون جوان عن جولياه! ثم لا أحب العالمات من النساء ولا أعبأ بمثقال ذرة بمن تعرف ما معنى التأليف والمؤلفين لأنه لا قيمة عندي بمعارفها الأدبية وإنما هي في نظري كمن يهدي القطر إلى البحر والثمر إلى هجر ولا أحب أن تقول لي الغانية أن كتاب كذا وكذا من وضعي وتأليفي لأنه شيء أنا به أعلم الناس ليس يزيد فتيلاً في قوتي وثقتي ببراعتي كلا أنا لا أريدها تفضي إلى فؤادي من هذا الطريق وإنما أود أن تقرأ صحيفة قلبي وما سطرت ثمت أقلام الهوى وتنظر إلى شغاف مهجتي وتبصر ما خرقت هنالك سهام الجوى إنما أريدها أن تحبني لذاتي من غير ما علة ولا سبب لأني أحب ذاتي من غير ما علة ولا سبب وكما أني أعشقها عاطلة من حليها عارية من حليها فكذلك أريد أن تعشقني عاطلاً من حلى الأدب عارياً من حلل الفصاحة والفلسفة! إنما حجتي على تقاضها العطف علي والميل إلي. هو عطفي عليها وميلي إليها. وإن صورتها أبداً نصب عيني. وبين جنبي. وإنه يخيل إلي أن الورد شبيه خدها والأقحوان نظير ثغرها ينبتان تحت قدميها. وإن عذب النعم يفيض من عذبات الأفنان عليها. فإن غابت فكل بقعة قفر. وكل منزل قبر.