من تقريظ المقتطف وخفنا على داروين من أن يقول رصيفنا المقتطف أنه ليس من العلم في شيء وأن كتابه (أصل الأنواع) لم يكن له أدنى أثر في الفلسفة الطبيعية، ولو خطر لنا أن ننقل كتاب رسل ولس في الانتخاب الطبيعي لما ظفر ولس من المقتطف بكلمة مديح.
يقول المقتطف أن لغة شكسبير لم تكن في شيء من الفصاحة ويخال لنا أن المقتطف لم يقرأ شيئاً عما كتب الانجليز عن أسلوب شكسبيرن ولم يفرغ للبحث في أدبه، كما يظهر من كلمته المخالفة للحقيقة فإن شكسبير كان على علم قليل باللغة اللاتينية، ومعرفة أقل باللغة اليونانية، ولكنه كان حافل الجعبة من الانجليزية وقد استعمل ١٥٠٠٠ كلمة وكان يكتب بالانجليزية الصميمة الصحيحة ففي كل خمسة أفعال أو ظروف أو أسماء أربع منها (تيوتونية).
وإذا كانت لغة شكسبير ليست من الفصاحة في شيء، كما يقول المقتطف، فكيف يجوز لها أن تصبح بعد ذلك مقياساً للفصاحة؟
وإذا صح قوله أن لغة شكسبير أصبحت مقياساً للفصاحة لكان يكون إذا أراد الكاتب العصري من الانجليز أن يروح بين جيله فصيحاً فليس عليه إلا أن ينحو منحى شكسبير ويقلد أسلوبه ولغته؟
وهل لغة الكاتبين العصريين المشهورين، ويلز وتشترتون تتفق مع لغة شكسبير؟ نحن نعلم أن في روايات شكسبير كلمات كثيرة لها معان مخالفة لمعانيها اليوم، ولكننا لا نتصور أن ما يكون بالأمس غير فصيح يصبح اليوم وهو الحد الذي تقاس به كل فصاحة!
هذه كلمتنا نسوقها إلى المقتطف حتى يتثبت مما يكتب، وحتى لا يعجل في أمره فيكتب كما شاء القلم وشاء له الهوى.
اللغة العربية والزراعة
للفاضل أحمد أفندي الألفي
(تابع لما في الجزء ٥ و ٦ و ٧)
النجل والنز والأمدان
النجل الماء المستنقع. والنز الذي يتحلب من الأرض. يقال استنجل المكان كثر فيه النجل