لياقوت وهي قوله: إن الله لا يصنع بتعفير وجوكم وقيح أدباركم شيئاً فاذكروا الله قياماً فإن الرغوة فوق الصريح. . . وقد بعث أبو بكر رضي الله عنه خالد بن الوليد لقتاله وكان مع طليحة عيينه بن حصن في سبعمائة من بني فزازة فلما التقى الجمعان تزمل طليحة في كساء له ينتظر بزعمه الوحي وطال ذلك منه وألح المسلمون على أصحابه بالسيف فقاله له عيينة هل أتاك بعد؟ قال طليحة من تحت الكساء لا والله ما جاء بعد فأعاد إليه مرتين كل ذلك يقول لا. فقال عيينة: لقد تركت أحوج ما كنت إليه. فقال طليحة قاتلوا عن أحسابكم فأما دين قلادين ثم انهزم ولحق بنواحي الشام وأسلم بعد ذلك وكان له في واقعة القادسية بلاء حسن.
[٤] وسجاح بنت الحارث بن سويد التميمية لو كانت في بني تغلب (وهم أخوالها) راسخة في النصرانية قد علمت من علمهم وتنبأت فيهم بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في خلافة أبي بكر فاستجاب لها بعضهم وترك التنصر ومالأها جماعة من رؤساء القبائل وكانت تقول لهم: إنما أنا امرأة من بني يربوع وإن كان ملك فالملك ملككم. قد خرجت بهم تريد غزو أبي بكر رضي الله عنه ومرت تقاتل بعض القبائل وتوادع بعضها وكان أمر مسيلمة الكذاب قد غلظ واشتدت شوكة أهل اليمامة فتهدت له يجمعها وخافها مسيلمة ثم اجتمعا وعرض أهلها أن يتزوجها ليأكل بقومه وقومها العرب فأجابت وانصرفت إلى قومها فقالوا ما عندك؟ قالت كل على الحق فاتبعته فتزوجته. . . ولم تدع قرآناً وإنما كانت تزعم أنه يوحى إليها بما تأمر وتسجع في ذلك سجعاً كقولها حين أرادت مسيلمة: عليكم باليمامة، وداقوا دفيف الحمامة، فإنها عزوة صرامة، لا يلحقكم بعدها ملامة وفي رواية صاحب الأغاني أنه كان فيما أدعت أنه أنزل عليها: يا أيها المؤمنون المتقون لنا نصف الأرض ولقريش نصفها ولكن قريشاً قوم يبغون. وهي كلمة مسيلمة وقد مرت آنفاً.
ثم أسلمت هذه المرأة بعد وحسن إسلامها وما كانت نبوتها إلا زفافاً على مسيلمة. .
[٥] والنضر بن الحارث، وهذا ومن يجيء بعده لم يدعوا النبوة ولا الوحي ولكنهم زعموا أنهم يعارضون القرآن فلفق النضر هذا شيئاً من أخبار الفرس وملوك العجم ومخرق بذلك لأنه جاء بأخيار يجهلها العرب. . . ولم يحفل أحد من المؤرخين ولا الأدباء بهذا الرجل لحماقته فيما زعم وإنما ذكرناه نحن إذ كنا لا نرى الباقين أعقل منه. . .