للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مديراً لعموم الدخوليات - المكوس - ومراقباً عاماً لإدارة الأموال الغير المقررة في نظارة المالية، وكانت تشتمل إذ ذاك الدخوليات، في جميع أنحاء القطر والملاحة والأسماك والمعادن والكباري ودمغة المصوغات والضر بخانة ومصلحة الملح والإدارة العمومية لنظارة المالية ومجالس التأديب في جميع القطر، ثم اعتزل بعد ذلك خدمة الحكومة، ونحن فلا نريد أن نفيض في تفاصيل خدماته الرسمية فذلكم مشهور متداول. فليست هذه الدقائق ميزان شخصيته ونباهة ذكره، بل إن له من جلائل الأعمال ما يجعله خليقاً بالاحترام التاريخي. وحسبك مسعاه في الثورة العرابية فقد قام في تلك الظروف في أمنع حصن من الحزم والتبصر، ورأى السجون قد أقفلت أبوابها على أبرياء أخذوا بالظنة، فنهض بحركة جليلة، وبذل جهده لدى المغفور له سلطان باشا رئيس الحكومة في ذلك الحين. حتى أطلق المئات من الوجهاء والأعيان من ظلمات السجون.

ونذكر لعطوفته مساعيه في جمعية الهلال الأحمر إذ بذل لها من ماله ووقته ووقف نفسه لهذا العمل الإنساني الجليل. ومثوله الأخير بين يدي جلالة السلطان. وموقفه في المشروع الاقتصادي الذي قامت به لجنة زراعة الدخان، إذ اقترح عليهم العمل تحت إشراف لجان مسؤولة فكان قوله القول الفصل.

ولما توترت العلاقات بين الأقباط والإكليروس واشتد بينهما الخلاف في مسألة المجلس المالي، وشق على كبار الأقباط وأعيانهم حل هذه المشكلة المعضلة، قام عطوفته منفرداً وأعانه اللورد كتشنر في وضع لائحة جديدة لإعادة المجلس الملي موفقاً في بنوده وفقره بين الأقباط وغبطة البطريرك، وكان من نتيجة ذلك أن أعيد افتتاح المجلس بعد أن كان منفضاً سنين عدة، ونظر في الأعمال المرجأة المتأخرة ونشر السلام لواءه على الأكليروس والأقباط.

وهو من حائزي رتبة روملى كلربك، ولا تعطي هذه الرتبة عادة إلا إلى رؤساء النظار، ولا يحملها في مصر إلا القليون، ومن الأوسمة التي حازها من الحكومة المصرية لما عاناه في خدمتها من كد وأنفق من مجهودات، الوسام المجيدي الأول، وهو أكبر وسام يعطي في هذه الديار، وقد نال عدة أوسمة من الحكومات الأجنبية.

وقليني باشا فهمي رجل ديموقراطي الملبس والمعيشة، يقيم في مصر سبعة أشهر وفي