للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وما زلت نبسط مسترسلاً ... إليه يد البغى لما انقبض

حذار حذار فإن الكريم ... إذا سيم خسفا أبي فامتعض

وإن سكون الشجاع النهو ... ش ليس يمانعه أن يعض

عمدت لشعري ولم تتئد ... تعارض جوهره بالعرض

اضاقت أساليب هذا القري ... ض أم قد عفى رسمه فانقرض

لعمري فوقت سهم النضال ... وأرسلته لو أصبحت الغرض

إلى أن قال:

وغرك من عهد ولادة ... سراب ترآءى وبرق ومض

هي الما يعز على قابض ... ويمنع زبدته من مخض

وقالت وقد زارت ابن زيدون فأرادت الانصراف وودعته بهذه الأبيات:

ودع الصبر محب ودعك ... ذائع من سره ما استودعك

يقرع السن على إن لم يكن ... زاد في تلك الخطى إذ شيعك

يا أخا البدر سناء وسنى ... حفظ الله زمانا أطلعك

أن يطل بعدك ليلى فلكم ... بت أشكو قصر الليل معك

وأرسل إليها ابن زيدون مرة هذه الأبيات:

ألا هل لنا بعد هذا التفرق ... سبيل فيشكو كل صب بما لقى

وقد كنت أوقات التزاور في الشتا ... أبيت على جمر من الشوق محرق

فكيف وقد أمسيت في حال قطعه ... لقد عجل المقدور ما كنت أتقي

تمر الليالي فلا البين ينقضي ... ولا الصبر من رق التشوق معتقي

سقي الله أرضاً قد غدت لك منزلاً ... بكل سكوب هاطل الوبل مغدق

فأجابته بقولها:

لحى الله يوماً لست فيه بملتقي ... محياك من أجل النوى والتفرق

وكيف يطيب العيش دون مسرة ... وأي سرور للكئيب المؤرق

وكتبت أثناء الكلام بعد البيتين: وكنت ربما حثتني على أن أنبهك على ما أجدك فيه عليك نقداً وإني انتقدت عليك قولك: