للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلبها وواساها وضمد جرح فؤادها في مصلي الملجأ. في جوليان جراي وموعظته. لقد أفرد يومذاك قطعة من عظته في النهي عن الكذب والزور والخديعة. والآن عادت كلماته التي كان يلقيها إلى النسوة، كلمات الرحمة والجد والمواساة، إلى ذاكرة مرسى كأنما لم تكن سمعتها إلا من ساعة مضت. وهنا همست لنفسها وهي تفكر فيما عزمت على فعله. ويلاه ماذا فعلت ويلاه ماذا فعلت.

وانصرفت عن النافذة تريد أن تتبع هوراس فترجعه فلما واجهت السرير التقى بصرها ببصر الجرح وكان يوشك أن يمشي إليها ليكلمها وفي يده منديل أبيض. المنديل الذي قرضت جريس إياه.

قال: لقد وجدت هذا المنديل في جيبها. وهذا اسمه مطرز عليه. إنها ولا ريب إنكليزية مثلك. . وأخذ يقرأ الحروف المكتوبة على المنديل بصعوبة شديدة وأخيراً قال مرسى مريك.

إن شفتيه هما اللتان نطقتا به. لا شفتيها. لقد أعطى جريس روزبري الإسم المطلوب.

واسترسل الجراح ويتزل يقول وهو ينظر إليها هذا الإسم إنكليزي. أليس كذلك؟

وهنا بدأت ألفاظ جوليان جراي عن الكذب والخداع تتبدد وتضيع ولم يبق في خاطرها إلا سؤال واحد، هل ينبغي أن تصحح الخطأ الذي وقع فيه الجراح الشيخ؟ ها قد جاء الوقت الذي يجب فيه غما أن تتكلم فتعلن اسمها الحقيقي وإما أن تعتصم بالصمت فينسدل الستار على الماضي بفضيحته.

وفي تلك اللحظة دخل الحجرة هوراس هولمكرفث ولم تزل عينا الجراح مستقرتين عليها ينتظر جوابها.

قال هوراس وهو يشير إلى ورقة صغيرة في يده - لم يخب ظني. هذا هو الجواز. أليس لديك قلم ومداد لأملأ الفراغ الذي به.

فأومأت مرسى إلى الأدوات الكتابية الموضوعة فوق المكتب. فمشى هوراس إليها وجلس في مقعد إزاءها وغمس القلم في الداوة وقال أرجو أن لا تظني أني أريد أن أهجم على شؤونك ولكني مضطر أن أسألك سؤالاً واحداً أو سؤالين ما اسمك؟

فولتها رعشة. فاعتمدت بإحدى أرجل السرير. إن مستقبلها يتوقف الآن على جوابها.