للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

راس هولمسكرفت - ويسرني أن أكون ذا نفع لك وأنا على خدمتك قادر لو كنت تسمحين، فهل تغفرين لي جرأتي إذا سألتك هل أنت مسافرة؟

فلمت مرسى شقتي معطفها المحتجب وراء لباس الممرضة وتجلدت لتعتزم أول خطوة من خدعتها فلأحنت رأسها علامة على الإيجاب.

قال وهل كنت في طريقك إلى إنجلترة. فأحنت رأسها ثانيةً.

قال إذا كان ذلك فإني أستطيع أن أمشي بك بين صفوف الألمان وأمهد لك الطريق إلى مواصلة السفر.

فنظرت إليه متعجبة، فهل تراه جاداً فيما قال؟

قالت مندهشة أصحيح ما تقول - إن لك نفوذاً ولا ريب كبيراً إذا كنت تستطيع ذلك؟

فابتسم هوراس ثم قال نعم فهو ذلك النفوذ الذي لا يناهض ولا يغالب. نفوذ الصحافة يا سيدتي. إني مكاتب حربي لإحدى صحفنا وإني إذا سقت إلى القائد هذا الرجاء فلن يبخل علي به. وهو قريب الآن من الكوخ. فماذا تقولين؟

إذ ذاك أجمعت عزيمتها فلم تتمالك أن قالت إنني أقبل صنيعك مع الشكر يا سيدي وتقدم خطوة نحو المطبخ ثم وقف فقال لنا أن نسأل رجاءنا في خفية وصمت وإني ولا شك مسؤول إذا مررت من هذه الحجرة، فهل من مخرج آخر لهذا الكوخ فأرته مرسى الباب المقضي إلى الفناء فانحنى مودعاً وتركها.

فيما بقيت وحدها مع الجراح نظرت إليه عن حقد وغضب وكان لا يزال عند السرير منحنياً فوق الجثة مشغولاً بفحص الجرح الذي أحدثته القنبلة، ولم تستطع أن تغلب اشمئزازها من منظر هذا الشيخ فتولت إلى النافذة فأطلت منها لترى القمر.

هل أقدمت على كذبتها بعد. كلا. هي لم تقل أكثر من أنها تريد أن تعود إلى إنجلترة. إذن فلا يزال لديها الوقت الكافي لأن تكتب إلى اللادي جانيت بوفاة فتاتها وتبعث بالخطاب مع المحفظة. ولكن ماذا يكون إذن من أمرها إذا هي وجدت نفسها في إنجلترة ثانيةً. لا سبيل لديها إلا الرجوع إلى نصيرتها ربة الملجأ ولا دار غيره.

الملجأ. . . وربة الملجأ. . . والماضي المظلم. البعيد. أية خواطر تجول الآن بذهنها، وفيمن هي تفكر في تلك اللحظة وهذا الموطن؟ تفكر في الرجل الذي لمس بكلماته أعماق